منتديات مملكة البحرين الثقافيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مملكة البحرين الثقافيه

جعفر عبد الكريم الخابوري


    عبد المطلب... كافل الرسول (ص)

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 680
    تاريخ التسجيل : 27/07/2013

    عبد المطلب... كافل الرسول (ص) Empty عبد المطلب... كافل الرسول (ص)

    مُساهمة من طرف جعفر الخابوري السبت يوليو 27, 2013 1:08 pm

    عبد المطلب... كافل الرسول (ص)
    محمد طاهر الصفار


    شبكة النبأ: لقد خصَ الله هذا الرجل العظيم بشرف كفالة سيد خلقه محمد (ص)، وتولي رعايته والعناية به نعم الكفيل، يوليه أفضل ما يولي الاب ابنه والجد حفيده ويشمله بأوفر عطفه وحنانه فعاش رسول الله(ص) في كنفه، عيشة هوَنت عليه ألم أليتم بعد أن وجد في جده العظيم عبد المطلب الأب العطوف والام الرؤم والملاذ الدافئ والامين الحريص عليه خاصةً بعد أن توسَم عبد المطلب محيا حفيده (ص) علامات النبوة ودلائل الرسالة مما كان يعلمه من ان النبي الذي يظهر في آخر الزمان هو من صلبه ورغم ان عبد المطلب لم يدرك البعثة الشريفة إلا انه كان من الموحدين ألمؤمنين فقد جاء في تفسير قوله تعالى: (وتقلبك في الساجدين).
    إن آباء ألنبي الكريم (ص) كلهم موحدون وليس فيهم مشرك بالله تعالى وهذه من خصائص نبينا الكريم وكرامته، وقد عدَ اهل السير عبد المطلب من المتألهين كما ذكروا ان دوره كان دور ايمان بالله ودور اعتزاز، بخدمة بيت الله وبها تميز وتطاول على غيره وتفوق على الناس كما انفرد بالخلق الرفيع والصفات الفاضلة الجميلة وتحلى بالمآثر الحميدة.
    وقد اشتهر عبد المطلب بعبادة الله وتوحيده في عصر عكف الناس فيه على عبادة الاصنام والاوثان، وهناك نفر قليل كان يشارك عبد المطلب عبادته التوحيدية منهم زيد بن عمرو بن نفيل, وقس بن ساعدة الايادي وغيرهم وفي طليعتهم عبد المطلب.
    وكان الناس يقصدونه في الامور الصعاب وفي الشدائد والاهوال وكلما دعتهم الحاجة فما يجدونه الا ملبياً حاضراً لكل متطلباتهم بكل رحابة وكانوا يقصدونه للاستسقاء عند حبس الارض بركاتها، والسماء مطرها فيخرج مستصحراً فلا ياتي على آخر دعائه الا ويستجيب الله دعاءه فيرحم الناس بالمطر ويغنيهم من القحط والشدة.
    يحدثنا المسعودي في مروج الذهب ج1 ص390 في ترجمة عبد المطلب فيقول: (وكان عبد المطلب، مقراً بالتوحيد مثبتاً للوعيد تاركاً للتقليد الى ان يقول:-وكان اول من اقام الرفادة والسقاية
    وهو اول جعل باب الكعبة ذهباً خالصاً مطعماً بالاحجار الكريمة على حسابه الخاص الشخصي
    وكان يفتخر بذلك ويقول:
    أعطي بلا شحٍ ولا مشاحح سقياً على رغم العدو والكاشح
    بعد كنوز الحلي والصفائح حلياً لبيت الله ذي المسارح
    وعن امير المؤمنين (ع) انه قال: (والله ما عبد ابي ابو طالب ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم بن عبد مناف وثناً ولا صنماً قط وانما كانوا يصلون الى الكعبة على على دين الخليل ابراهيم)، ومن كراماته انه بدعوته ودعائه خلَص لله الكعبة ومن بفنائها من الناس من شرور ابرهة الحبشي
    واتباعه الذين ارادوا نقض الكعبة ونسفها من الاساس فكان عبد المطلب في اكثر اوقاته آخذاً بعضادتي باب الكعبة وهو يردد:
    يارب ان المرء يمنع رحله فامنع رحالك
    لايغلبن صليبهم ومحالهم عدواً محالك
    وهكذا ظل عبد المطلب متوسلاً الى الله متضرعاً اليه وراجياً منه تعالى ان يقي البيت الحرام ويدفع عن الناس مكائد الاحباش:
    يا رب لا ارجو لهم سواك يا رب فامنع عنهم حماك
    حتى استجاب الله لدعوة عبد المطلب وثأر لبيته وخلقه فارسل على الاحباش الطير الابابيل كما ورد في سورة الفيل، وهناك موقف بطولي آخر لعبد المطلب في قصة ذكرها جميع المؤرخين دلت على مدى ايمانه العميق بالله ورسوخ عقيدته بالبيت الحرام وان رب البيت سبحانه وتعالى لن يخذله، فعندما جاء ابرهة بالاحباش لهدم الكعبة وقلعها من جذورها وعسكر بالقرب من مكة المكرمة، واخرج الفيلة ليرهب الناس ويبعث الوجل في النفوس ثم صار جيشه ينهب المواشي التابعة لقريش وإبلها وكان من جملة ما إنتهبوه إبلاً لعبد المطلب مما حدى بعبد المطلب بالذهاب الى ابرهة، في معسكره ومخيمه ليستنقذوا امواله واموال الناس ولما وصل اليه رحب به واعظمه واحترمه واكرمه، لما رأى في وجهه سيماء الجلال والهيبة ثم قال له: ألك حاجة فأقضيها؟ وكان يحسب إنه جاء لغاية، تخليص الكعبة من الهدم والنقض لكن أبرهة تفاجأت عندما طلب منه عبد المطلب ان يرجع جيشه الإبل والمواشي الى اهلها ومن ضمنها إبله ومواشيه فقال له: حسبتك ترجو مني ما هو أسمى وأجل عندكم من الأبل والأموال حسبتك تأمل العفو عن كعبتكم ومعبدكم المعظم، فقال له عبد المطلب: أيها الملك: أما أنا فرب الأبل وأما البيت فله رب يحميه ويمنعه من أي إعتداء وإساءة ثم نهض للخروج فأمر أبرهة برد الأبل وجميع ما أخذة الجيش من المواشي وأبل من قريش كرامة لرئيس مكة وزعيمها عبد المطلب، إذ كان عبد المطلب على يقين ان الله سيحمي بيته وهذا غاية الايمان، وبعد ان عاد عبد المطلب الى مكة نادى باهلها واعلمهم بنية ملك الحبشة من الابادة والتدمير ثم القضاء على البيت الحرام مهما كانت الموانع والحواجز وانه لا يقف في طريقه شيئ في سبيل تحقيق ذلك فأجتمع رأي قريش على الفرار بأرواحهم وذراريهم من الموت المرتقب في عشيةُ وضحاها، واللحوق ببطون الاودية ورؤوس الجبال هكذا كان رأي زعماء قريش لكن ماذا كان رأي عبد المطلب، وما كان موقفه في ذلك الوقت العصيب لقد سجل التاريخ موقفه البطولي الشجاع الذي دل على رسوخ ايمانه بالله حينما صاح: أما أنا فأبقى مرابطاً في البيت حتى يقضي الله امراً كان مفعولاً.
    أجل إن مثل هذه المواقف لا تأتي من إنسان عادي بل من إنسان ورث ألشجاعة والبطولة سيداً عن سيد وبطلاً عن بطل فأورثها أولاده وأحفاده وخاصةً رسول الله(ص)(رحم الله عمي أبا طالب فلو أولد الناس كلهم لولدوا شجعاناً).
    فالشجاعة إحدى صفات بني هاشم ألتي إشتهروا بها بين سائر قريش والعرب، ولما خرجت قريش من مكة مرغمين خائفين تاركين وراؤهم رئيسهم وسيدهم عبد المطلب ظلوا يرقبون الاخبار ويتطلعون عن كثب الى ما سيضعه الله بالاحباش حتى إنتقم الله من ابرهة فكتب بذلك عبد المطلب الى قريش فعادوا مستبشرين الى مكة اذ استجاب الله لدعاء عبد المطلب وارسل الطير الابابيل كما وردت هذه القصة في القرآن الكريم في سورة الفيل ولما انتقم الله لبيته وخلقه وارجع كيد الاحباش الى نحورهم فرح عبد المطلب وكتب الى قريش يعلمهم بذلك وانشد يقول:
    حمدت الله إذ عاينت طيراً حصيت حجارة تلقى علينا
    وكان القوم يسأل عن نفيل كأن له على الحبشان دينا
    وكان عبد المطلب يوصي ان ينقب عن زمزم وقد عثر عليها ونقاها من الادران وجعلها صالحة
    للاستعمال ومن عظيم قدره عند الله تعالى: (ما روي عن جابر بن عبد الله الانصاري عن رسول
    الله(ص) انه قال: (لما عرج بي الى السماء ليلة الاسراء فانتهى بي الى العرش, فرأيت على ساق العرش أربعة انوار فقلت الهي ومولاي وسيدي ما هذه الانوار فقال عز وجل:
    يا محمد يا حبيبي هذا نور جدك عبد المطلب وذاك نور عمك ابي طالب وهذا نور ابيك عبد الله
    وذاك نور امك آمنة بنت وهب فقلت: الهي وبماذا قد استحق هؤلاء منك هذه الكرامة قال تعالى: (لإيمانهم بي وإعتمادهم عليَ).
    فعبد المطلب كان يحمي نور النبوة في صلبه وهو النبي المصطفى(ص) حبيب إله ألعالمين واقدس انسان عرفه الوجود ولم يفارق عبد المطلب الدنيا حتى هيأ لرسول الله كفيلاً وأميناً مخلصاً
    وحصناً وملاذاً له وهو ابنه ابو طالب وقد اكثر من الوصية فيه ومما جاء في إحدى وصاياه لإبنه، أبي طالب:- يا ولدي إني مفارقكم عما قريب فأذهب إلى جوار ربي وغفرانه وهذا محمد وديعتي، بل وديعة الله عندك يا أبا طالب، بحرمة أبوتي عليك احفظ وصيتي في محمد أكفله أنت بنفسك ولازم رعايته بشخصك، فقال أبو طالب: والله يا والدي هو عندي أعز من نفسي وولدي ولا نعمنك عيناً إن شاء الله، وهكذا انتقل عبد المطلب إلى جوار ربه وهو مطمئن ألبال بعد أن ترك حفيده (ص) بيد أمينة.
    شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/أيلول/2012 - 6/ذو القعدة/1433

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 11:02 pm