منتديات مملكة البحرين الثقافيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مملكة البحرين الثقافيه

جعفر عبد الكريم الخابوري


    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي)(كاتب متميز()

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 680
    تاريخ التسجيل : 27/07/2013

    كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي)(كاتب متميز() Empty كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي)(كاتب متميز()

    مُساهمة من طرف جعفر الخابوري الإثنين أكتوبر 10, 2016 1:24 pm

    الحسين ورفض الظلم
    سوسن دهنيم

    يقول محمد الرطيان: «الظلم يجعل المخالب تنمو على أطراف أكثر الأنامل رقة».

    لا يوجد بشر سويّ يرضى بالظلم، ويقبل العيش تحت قبضته. الظلم الذي أشعل الثورات الشعبية في بلدان متعددة، وأشعل الثورات الداخلية التي انعكست على علاقات عدة، وأشعل الثورات التي غيّرت من حيوات كثير من البشر.

    بعض الأشخاص يستكينون للظلم، خوفاً أو رغبة في العيش «جنب الحيط»، أو لعدم قدرتهم على تحمل تبعات الثورة على الظلم، مهما كانت درجته، ومهما كان ما يخلفه من أضرار نفسية ومادية.

    على مستوى العلاقات الشخصية، من يرضى بالظلم يعتبر ناقصاً، ولربما غير سوي، فالطبيعة البشرية لا تقبل به مهما كان محدثه، فكم من أشخاص انقلبت الدنيا على رؤوسهم ولم يحركوا ساكناً وخنعوا واستكانوا لمن يظلمهم. أزواج يظلمون بعضهم، أخوة يأكلون حقوق بعضهم، أبناء يظلمون آباءهم والعكس، مدراء وموظفون، زملاء عمل ودراسة، بائع ومشترٍ، وغيرهم من الأمثلة الكثيرة التي تزخر بها حياتنا اليومية.

    وعلى مستوى الدول، كم من شعوبٍ عاشت ذليلةً على أراضيها؟ وكم من أقليات مورس بحقها أبشع أنواع الظلم؟ وكم من مواطنين هاجروا رغبةً في حياة أفضل بعد أن عصف الظلم بكل تفاصيل حياتهم؟ وفي المقابل كم شعوب سعت على مدى الأعوام كي تطالب بحقوقها المنتقصة، وتكللت هذه الثورات بالنصر فأخذت حقوقها كاملة أو أقل قليلاً، لكنها لم تقبل العيش تحت جبة الظلم التي لا تخلّف إلا الظلام. وكم من شعوب استمرت في ثوراتها حتى مع علمها بعدم انتصارها مراراً؟

    من يسعى لمناهضة الظلم هو من يفكّر. من يشعر بإنسانيته. من لا يريد العيش بأقل مما يجب. ومن يبتغي الحياة الأمثل له ولأهله ولشعبه ولكل شعوب الأرض.

    وها هي أيام ذكرى ثورة الإمام الحسين (ع) تعود علينا والعالم اليوم يضجّ بالظلم والحروب والنزاعات. الحسين الذي لم يقبل الظلم، ولم يقبل بغير الكرامة. من ضحّى بنفسه وأهل بيته؛ كي يعلي راية الحق ويرفع راية الدين قائلاً: «هيهات منا الذلة». ليقدم مدرسةً لجميع الأحرار في العالم، ليهتدوا بخطاه، في رفض الظلم أياً كان شكله، ليعلي راية الحق في كل الميادين وعلى جميع الأصعدة. فلا يقبل بالظلم على نفسه ولا يقبله على غيره أيضاً، وألا يرضى بتحريف سيرة الحسين وتحريف أهدافه التي من أجلها سطّّر ملحمته الخالدة، وأن يسعى لتبيان مآثره قبل الرغبة في اللطم والبكاء عليه، فالحسين وأهل بيته مدرسة كاملة يتعلم من خلالها البشر ما يضمن لهم حياة سليمة وسيرة حسنة وعاقبة محمودة.


    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5147 - الإثنين 10 أكتوبر 2016م


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 10:55 pm