منتديات مملكة البحرين الثقافيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مملكة البحرين الثقافيه

جعفر عبد الكريم الخابوري


    بحرينيون يجمعون «الخردة» لبيعها وإعادة تدويرها

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 683
    تاريخ التسجيل : 27/07/2013

    بحرينيون يجمعون «الخردة» لبيعها وإعادة تدويرها Empty بحرينيون يجمعون «الخردة» لبيعها وإعادة تدويرها

    مُساهمة من طرف جعفر الخابوري الأحد أبريل 19, 2015 4:40 pm

    بحرينيون يجمعون «الخردة» لبيعها وإعادة تدويرها


    رجل بحريني يبحث بين كومة من النفايات عن ما هو صالح للاستخدام أو البيع
    الوسط - صادق الحلواجي


    قضى الحال المعيشي، والعوز والحاجة، بأن يجد البعض نفسه متعلقاً على أطراف حاويات القمامة، أو أن ينبش أكوام أنقاض البناء وما تخلّص منه الناس من فائض حاجتهم... يبحث عن لقمة عيشه بالكسب الحلال، والعمل الشريف ليكسر بها يد العوز، فيجمع «الخردة» وغيرها الصالح لإعادة بيعه أو حتى استعماله، حتى يحفظوا كرامتهم كبشر مع نهاية يوم شاق.

    عباءات تخفي نساء متعلقات على أطراف مكبات النفايات... وأرباب أسر ضيق مــــعيشتهم دفعهم للاعتراف بعملهم

    بحرينيون يحفظون كرامتهم بين حاويات القمامة... فيجمعون «الخردة» لكسر يد الحاجة

    المنامة - صادق الحلواجي

    قضى الحال المعيشي، والعوز والحاجة، بأن يجد البعض نفسه متعلقاً على أطراف حاويات القمامة، أو أن ينبش أكوام أنقاض البناء وما تخلص منه الناس من فائض حاجتهم... هو فقط، والقطط والحشرات، يبحث عن لقمة عيشه بالكسب الحلال، والعمل الشريف ليكسر بها يد العوز، فيجمع «الخردة» وغيرها الصالح لإعادة بيعه أو حتى استعماله، حتى يحفظوا كرامتهم كبشر مع نهاية يوم شاق.

    تخفى الكثير من الأفراد الذين بعضهم أرباب أسر خلف ستارة الحياء، ومنعتهم عزة نفسهم عن أن تلحظهم أعين الناس في عمل يمس كرامة الشخص، ويجعله محط إهانة تقلل من شأنه في مجتمعه، غير أن المصير حين يقضي بأن لا يجد قوت يومه إلا في هذه الحاويات وبين أكوام القمامة، بات مُحتماً عليه أن يعترف بما يقوم به بعد واقع معيشي ومادي فرض نفسه عليه وعلى الكثيرين غيره، فأصبح ذلك الواقع القوة التي يستمد قناعة ما يقوم به منه.

    وتطور الحال، وتوالت الظروف المعيشية الصعبة، فأصبح أن ترى عباءة المرأة تغطي بعض الحاويات، شيئاً مألوفاً، وأن تراها تنحني بين خطوات وأخرى لالتقاط بعض العلب والمواد من الأرض أمراً اعتيادياً، فالكل أصبح لحنه واحداً: «ضيق الحال وصعوبة المعيشة ومحدودية المدخول».

    ومع أن هذا العمل ليس بظاهرة في مجتمعنا البحريني، إلا أن هناك الكثير من الحالات موجود فعلاً، بعضها معروفة في محيط مجتمعها، وأخرى تعمل باستحياء وفي الخفاء.

    عمل جمع «الخردة» كان في السابق يُعرف بـ «زاري عتيق»، وهو الشخص الذي كان يتحول في الأحياء بمعية عربة تتضمن مجموعة من المواد الخردة القابلة للبيع وإعادة التدوير، حيث يستبدل ما يعطيه إياه الناس بمقتنيات جديدة بسيطة. ومع اندثار «زاري عتيق» وتوافد العمالة الأجنبية، أخذت هي على عاتقها هذه العملية، وسعت إلى جمع المواد «الخردة» من الحاويات وأكوام القمامة لبيعها بالتالي على المحلات التي تعمل بهذه المواد وتنقلها لمصانع الصهر وإعادة التدوير.

    وظهرت في الآونة الأخيرة ثقافة فرز النفايات وإعادة التدوير، وشرعت شركات النظافة الموكلة إليها المهام في مختلف المناطق في تعزيز هذه المفاهيم عملياً وتوعوياً، وتبنت أسر ذات مستوى اجتماعي ومادي متفاوت القيام بعملية فرز النفايات ووضعها في صناديق الفرز الخاصة ضمن ثقافة مجتمعية جديدة، في حين أن البعض عمد إلى الاستفادة من عملية جمع «الخردة» وفرز النفايات في منزله من خلال بيعها على المحلات الخاصة بشرائها.

    وفي المقابل، تبنت العمالة الوافدة ذات الدخل المنخفض، على وجه الخصوص، عملية نبش حاويات القمامة وفرز النفايات لاستخراج المواد الخردة القابلة للبيع وإعادة التصنيع والتدوير، غير أن الملاحظ ظهور حالة محدودة لبحرينيين وبحرينيات يقومون بالعمل نفسه لتأمين ظروف معيشية أفضل.

    وهذا الموضوع الذي تطرقت «الوسط» إليه، تمخض عن جوانب مهمة عدة، الأول وهو نظرة المجتمع إلى الأفراد الذين يقومون بعمل جمع المواد «الخردة» وفرز القمامة في الحاويات والطرق، وكالعادة بالنسبة لمثل هذه الأعمال، تضاربت وجهات النظر، فمنهم من رأى في ذلك حافزاً للكسب الحلال والعمل الشريف من دون مد يد العوز للناس، ومنهم من قال إن فيه إهانة للنفس بمقابل وجود خيارات أخرى بالإمكان تحقيق مردود مادي منها عوضاً عن البحث بين حاويات القمامة، وآخرون اتخذوا موقفاً محايداً يرون فيه قليلاً من الحياء في مثل هذه العمل، وفي الوقت نفسه يشجعون عليه لأنه في نهاية الأمر يبقى عملاً.

    وأما الجانب الثاني من هذا الملف، فهو يُعنى بالمردود المالي لقاء بيع المواد «الخردة». فمن خلال تتبع «الوسط» لعملية جمع الخردة ودورة حياتها وصولاً لمصانع التدوير وإعادة التصنيع، اتضح أن المردود المالي من هذا العمل مقرون بحجم العمل وكمية ما يتم تحصيله من «خردة»، فكلما سعى الفرد للحصول على المعادن (الحديد، الألمنيوم، النحاس، وغيرها) يتحقق بها وزن ثقيل، فإنه سيحصل على مردود أفضل، باعتبار أن هذه المواد الخردة تشترى من الفرد عبر وزنها، وتتراوح قيمة الكيلو الواحد لكل نوع من «الخردة»، بين أقلها 80 فلساً (الحديد)، وأعلاها دينار و900 فلس بالنسبة للنحاس.

    والجانب الثالث، هو علاقة قيام الفرد - سواء البحريني أم الأجنبي ومن الجنسين - بعملية جمع «الخردة» ونبش حاويات القمامة، بمحدودية الدخل والمستوى المعيشي. وقد وتوصلت «الوسط» إلى أن من يقوم بجمع «الخردة من الحاويات والقمامة في الطرقات أكثرهم من ذوي الدخل المحدود أو المنعدم، في حين أن هناك طبقة أخرى تقوم بعملية فرز النفايات في منزلها بصورة يومية لكنها تتمتع بحال معيشي ودخل شهري متوسط وممتاز، ودافع الفئة الأخيرة هو تغيير الثقافة والوعي بشأن ضرورة خفض مستوى النفايات الناتج عن كل أسرة يومياً، والحاجة الملحة إلى الحد من كمية ما يتم نقله للمدفن المخصص لها يومياً، وبالتالي تأثر البيئة وموارد الدولة ومدخرات الأجيال القادمة، وما إلى ذلك.

    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4607 - الأحد 19 أبريل 2015م الموافق 29 جمادى الآخرة 1436هـ


    اطبع الصفحة حفظ الصفحة

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 8:24 am