كشكول رسائل ومشاركات القراء
إهداء إلى «الوسط»
تحية طيبة معطرة
بماء الورد والياس
مؤطرة بطوق من الذهب
مزينة بالدر والألماس
أهديها لصحيفة «الوسط»
المحبوبة لدى الناس
***
شكراً وألف شكرٍ واحترام
لصحيفة «الوسط» ومنتسبيها
صحيفة وسطية ملتزمة
حيادية لا غلو فيها
تقدمية في نهجها ومسارها
واعتزاز القراء بها يكفيها
فما من حدثٍ أو حديثٍ أو قصةٍ
تصدرها إلا والكل يرويها
فمبارك شهر الصيام على قرائها
وتهنئة بالعيد لكل محبيها
عبدالله السعيد
النسيان نعمة من الله... إياكم وتجاهلها
الكثير من مشاكلنا المتكررة مع الناس تأتي من مخزون العقل، وما يحمله من مواقف سلبية أحيانا تجاه الأفراد.
وهذا ما نراه جلياً من خلال أحداث تحصل في البيت أو العمل أو الشارع، وتجد نفسك مع آخرين ترتكبون خطأ بسيطاً لا يستدعي حالة من الفوران والانزعاج.
وتتفاجأ في الكفة الأخرى بأن يتحدث شخص آخر عن جملة مواقف قد حصلت بينك وبينه قد عفى عليها الزمن، إلا أن صاحبنا قد كتمها في قلبه وحفظها في عقله واحتفظ بها ويعيشها يوما ًبعد يوم من خلال إعادة الشريط ليكون ماثلاً أمامه.
وهنا أتذكر قصة لطيفة نُقلت إليّ عن طريق صديق، والقصة تتحدث عن أستاذ جامعي أراد أن يترجم مشكلة الذكريات المزعجة، والتي يحتفظ بها المرء من خلال تمرين بسيط، والتمرين هو أن يدعو كل طالب وطالبة لجلب كيس فارغ وكيلوجراماً من البطاطس.
تحمّس الطلبة، وجاءا بالأدوات في اليوم التالي، وطلب الأستاذ المحاضر منهم أن يحملوا البطاطس والكيس معهم، وأن يأخذوا واحدة من البطاطس ويضعوها في الكيس كلما تذكروا أمراً أزعجهم ويحتفظون به في عقولهم، وهكذا... على أن يأتوا بعد 3 أيام، بشرط أن يصاحبهم الكيس في كل مكان حتى عند سرير النوم.
وبعد مرور 3 أيام، الكل جاء يشتكي من ثقل الكيس، بالإضافة إلى الرائحة. هنا توقف الأستاذ وأخبرهم بأن الذكريات المزعجة المخزنة في المخيخ هو بالضبط ما يحصل لكيس البطاطس.
وعليه، إذا أردتم السعادة والراحة عليكم بترك الأحداث الماضية، وعدم الانشغال بها، واغفروا للناس والتمسوا لهم الأعذار.
مجدي النشيط
سيرة وتاريخ دول... تركيا نموذجاً
جاء في كتاب «سيرة وتاريخ» أن أول نفاذ للأتراك في الجسم الإسلامي آنذاك كان في عصر الخليفة المعصتم العباسي الذي اعتنى بهم منذ توليه الحكم سنة 218 هـ، والتقرب إليهم، فبعث إلى سمرقند وفرغانة وغيرها من المدن في شرائهم، وبذل فيهم الأموال، وألبسهم أنواع الديباج والذهب، فكانوا من شدة إعجابهم وكثرة ما لقوه من كرم وحفاوة أنهم يطردون خيلهم في بغداد ويؤذون الناس كما يحصل اليوم ويؤلبون الشعب والمعارضة على سورية والعراق! وبعد ذلك انقلب السحر على الساحر حيث ازداد نفوذ الأتراك في عاصمة العسكر سامراء وتسلموا مناصب مهمة كولاة وعمال وقادة جيش، ومنهم بغا الكبير، وابناه موسى ومحمد، وبابكيال، وغيرهم. وبعد عصر المتوكل ازدادت سيطرتهم على مقاليد الحكم! وهنا بيت القصيد حيث أهانوا الخلفاء العباسيين وسلبوا إرادتهم، وتدخلوا في شئون الملك، وتلاعبوا ببيوت الأموال، وانتهكوا مصالح الأمة ومقدراتها؛ وقتلوا المتوكل والمهتدي، وخلعوا المعتز والمؤيد ابني المتوكل من ولاية العهد، واستولوا على الأموال في عهده.
فإذا كان هذا هو المشهد السياسي آنذاك وقبل مئات السنيين فهو حاضراً اليوم يتكرر والسؤال من الذي أنفذ الأتراك إلى قلوب العرب قبل الغرب وكيف تمكنوا من السيطرة على منافذ ومخارج السياسة في الدول العربية وتغلغلوا فيها؟ الجواب ليس صعباً فبعد حادثة سفينة مرمرة حدثت القطيعة وسقطت الدولة العبرية من عيون الشعوب العربية وارتقى الأتراك مرتقاً كبيراً بدليل في كل مرة يخرج أردوغان بتصريحات كالنيران يمتدح فيها الفلسطينيين ويسقط القادة الإسرائيلية ويتوعدهم بتلقينهم دروساً إذا لم يعتذروا ويدفعوا التعويضات للأهالي المنكوبين والقتلى ثم ماذا بعد، قام الخليفة الأميركي باراك أوباما بعقد صفقة مع تركيا أعاد المياه إلى العلاقات الإسرائيلية التركية إلى مجاريها وأجلس السفيرين وأرغم حزب العمال الكردي على توقيع معاهدة وقف إطلاق النار وإعطاء القادة الأتراك زخماً وأهمية كبرى في الملف السوري فصاروا يتفنون بتصريحاتهم النارية اليومية ضد الشام موجهين صواريخ ودفاعات جوية ضد النظام السوري وحاملين راية الجهاد، فضلاً عن معسكر التدريب ويتساقط مئات السوريين المدنيين من انفجارات وقصف وتدمير المدن والبنى التحية السورية، والسؤال ماذا بعد الشام؟ أي ماذا ينتظر العرب من الأتراك بعد النفق المظلم الذي أدخلوهم فيه؟
مهدي خليل
المقابر
حينما نمر خطافاً على المقبرة... نولي عنها بأبصارنا... وكأننا نهرب من مصيرنا الذي لا محال منه.
حينما نمر على المقبرة... لا نقف ونتأمل في بيتنا القادم ولا نوليه أي اهتمام ولا نفكر حتى كيف سيكون مظهره.
حينما نمر على القبور... لا نفكر كيف هي أحوال أهلها... بل نفكر كم أخذت منا... وننسى أنها ستأخد المزيد وستأخدنا نحن أيضاً.
حينما نمر على المقبرة نخاف منها لأننا نتذكر القصص الوهمية التي يحكيها لنا آباؤنا عن المقابر... ولا نخاف من القصص التي يحكيها لنا القرآن.
حينما ندخل المقبرة نذهب إلى قبور أحبتنا في الله... وننسى أن جميع أهلها أهل لا إله إلا الله.
حينما نفرغ من زيارة المقبرة ونولي إلى منازلنا... ننسى أننا خرجنا منها على أرجلنا وسندخلها في يوم من الأيام محملين فوق أرجل غيرنا.
يا ضيوف الدنيا... محطتكم لعبور عالم خلودكم هي المقبرة... فتذكروا دائماً أنها محطتكم الأخيرة في الدنيا ومحطتكم الأولى للآخرة.
حواء الأزداني
ثنائيات العيسى
يِطالِعْنِي بِعِيْنِهْ وِيِبْتِسِمْ لِي
وَاْحِسْ قَلْبِي يِفِزْ لِي شِفْتْ خِلِّي
سَلامِهْ وُنَظْرِتِهْ راحَهْ لِقَلْبِي
وُكَلامِهْ وُضَحْكِتِهْ زِيْنَةْ مَحَلِّي.
***
كَمَرْ بِاللِيْلْ تُمُرْ غِيْمِهْ تِخِشِّهْ
وُوَجْهْ الزِيْنْ ضاوِي لُوْ تِغَشِّهْ
يِمِيْلْ اِلْقَلْبْ لِي مِنِّهْ تِمايَلْ
يا زِيْنْهِهْ مَشْيِتِهْ لِي مِنْ تِمَشِّهْ
***
مُضَتْ أَيامْ وُخِلِّي ما رَأيْتَهْ
لُوْ شَي ضايِعْ أَنا بْيُوْمِي لِقِيْتَهْ
عَسَى ما شَرْ حَبِيْبِي ما تِجِيْنِي
وَانا اللي ما خَبِرْ ذَنْبٍ جِنِيْتَهْ
***
هَلا بالْخاطِرْ اِلْغالي هَلاوِينْ
مُكانِكْ في وُسُطْ يُوْفي وُبِالْعِيْنْ
هَلا بِالْرُوْحْ وُاْلْمُهْجِهْ وُلِفّادْ
رِجِيْتَكْ لا تِفِزْ قُلْ لي عَلَى وِيْنْ
خليفة العيسى
كن صابراً لترى الكون جميلاً
النسيان إحدى الهبات الإلهية العظيمة التي يتكرم بها سبحانه وتعالى على عباده المسلمين فمن أوتي نعمة الصبر والنسيان فقد أوتي خيراً كثيرا.
والصبر هو أن تكون عند الشخص القوة والطاقة اللازمة لتحمل أمر ما أونسيانه بعد صبر طويل وهو على يقين بأن الصبر مفتاح الفرج، إن الأحلام التي تتمناها النفس البشرية لا تتحقق إلا بالصبر وهو العامل الأساسي بين النجاح والفشل وبين السعادة والنجاح، فالصبر والنسيان يحتاجان إلى قوة جبارة فليس كل صابر صباراً، ويقول الحق سبحانه وتعالى (إن الله مع الصابرين) وهناك من الآيات الكثيرة التي تمجد هذه الفضيلة السامية.
فمثال على ذلك سيدنا أيوب الذي يضرب به المثل في الثبات والصبر على ما جاءت به الأقدار، فقد كان سيد قومه، قوي البدن والطلعة، يرتع في الغنى والثراء والمال والبنين، فابتلاه الله بموت أبنائه وضياع أمواله وذبول جسده ولكنه لم يقنط من رحمة الله وكان مؤمناً أشد ما يكون الإيمان بأن الذي منحه هذه النعم قادر على إرجاعها إليه مرة أخرى وكان له ما أراد، وضرب لنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام المثل الأعلى في الصبر، فقد ابتلي المصطفى ابتلاءات قوية وموجعة حيث اتهم بالجنون والشعوذة وحوصر حتى الموت وطرد من بيته، كما أنه رمي بالحجارة لكنه كان كإخوته الأنبياء والرسل مثل موسى وعيسى وإبراهيم ونوح، لقد كان آية في الصبر والتحمل.
فرق شاسع يا صديقي بين الصبر والخنوع، فالصبر قوة إيجابية تستوعب القدر والمصير، أما الخنوع ذل واستسلام وشتان ما بين التوكل والتواكل.
إن الصابر متفائل، واثق، فرح، مبتسم، مستبشر بالخير، يجد لذة في الصبر من أجل تحقيق ما يريد، إن أفلح شكر وإن أخفق صبر، وعلى العكس من ذلك تجد الخانع اليائس من رحمة الله.
كن صابراً قوياً متفائلاً يا صديقي، توكل على الله الذي يقول «أنا عند حسن ظن عبدي بي» فالحياة منذ الخلق فيها خيبات الأمل والابتلاءات بأشكالها وألوانها ولا يسلم منها مخلوق.
صالح بن علي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3989 - الجمعة 09 أغسطس 2013م الموافق 01 شوال 1434هـ
إهداء إلى «الوسط»
تحية طيبة معطرة
بماء الورد والياس
مؤطرة بطوق من الذهب
مزينة بالدر والألماس
أهديها لصحيفة «الوسط»
المحبوبة لدى الناس
***
شكراً وألف شكرٍ واحترام
لصحيفة «الوسط» ومنتسبيها
صحيفة وسطية ملتزمة
حيادية لا غلو فيها
تقدمية في نهجها ومسارها
واعتزاز القراء بها يكفيها
فما من حدثٍ أو حديثٍ أو قصةٍ
تصدرها إلا والكل يرويها
فمبارك شهر الصيام على قرائها
وتهنئة بالعيد لكل محبيها
عبدالله السعيد
النسيان نعمة من الله... إياكم وتجاهلها
الكثير من مشاكلنا المتكررة مع الناس تأتي من مخزون العقل، وما يحمله من مواقف سلبية أحيانا تجاه الأفراد.
وهذا ما نراه جلياً من خلال أحداث تحصل في البيت أو العمل أو الشارع، وتجد نفسك مع آخرين ترتكبون خطأ بسيطاً لا يستدعي حالة من الفوران والانزعاج.
وتتفاجأ في الكفة الأخرى بأن يتحدث شخص آخر عن جملة مواقف قد حصلت بينك وبينه قد عفى عليها الزمن، إلا أن صاحبنا قد كتمها في قلبه وحفظها في عقله واحتفظ بها ويعيشها يوما ًبعد يوم من خلال إعادة الشريط ليكون ماثلاً أمامه.
وهنا أتذكر قصة لطيفة نُقلت إليّ عن طريق صديق، والقصة تتحدث عن أستاذ جامعي أراد أن يترجم مشكلة الذكريات المزعجة، والتي يحتفظ بها المرء من خلال تمرين بسيط، والتمرين هو أن يدعو كل طالب وطالبة لجلب كيس فارغ وكيلوجراماً من البطاطس.
تحمّس الطلبة، وجاءا بالأدوات في اليوم التالي، وطلب الأستاذ المحاضر منهم أن يحملوا البطاطس والكيس معهم، وأن يأخذوا واحدة من البطاطس ويضعوها في الكيس كلما تذكروا أمراً أزعجهم ويحتفظون به في عقولهم، وهكذا... على أن يأتوا بعد 3 أيام، بشرط أن يصاحبهم الكيس في كل مكان حتى عند سرير النوم.
وبعد مرور 3 أيام، الكل جاء يشتكي من ثقل الكيس، بالإضافة إلى الرائحة. هنا توقف الأستاذ وأخبرهم بأن الذكريات المزعجة المخزنة في المخيخ هو بالضبط ما يحصل لكيس البطاطس.
وعليه، إذا أردتم السعادة والراحة عليكم بترك الأحداث الماضية، وعدم الانشغال بها، واغفروا للناس والتمسوا لهم الأعذار.
مجدي النشيط
سيرة وتاريخ دول... تركيا نموذجاً
جاء في كتاب «سيرة وتاريخ» أن أول نفاذ للأتراك في الجسم الإسلامي آنذاك كان في عصر الخليفة المعصتم العباسي الذي اعتنى بهم منذ توليه الحكم سنة 218 هـ، والتقرب إليهم، فبعث إلى سمرقند وفرغانة وغيرها من المدن في شرائهم، وبذل فيهم الأموال، وألبسهم أنواع الديباج والذهب، فكانوا من شدة إعجابهم وكثرة ما لقوه من كرم وحفاوة أنهم يطردون خيلهم في بغداد ويؤذون الناس كما يحصل اليوم ويؤلبون الشعب والمعارضة على سورية والعراق! وبعد ذلك انقلب السحر على الساحر حيث ازداد نفوذ الأتراك في عاصمة العسكر سامراء وتسلموا مناصب مهمة كولاة وعمال وقادة جيش، ومنهم بغا الكبير، وابناه موسى ومحمد، وبابكيال، وغيرهم. وبعد عصر المتوكل ازدادت سيطرتهم على مقاليد الحكم! وهنا بيت القصيد حيث أهانوا الخلفاء العباسيين وسلبوا إرادتهم، وتدخلوا في شئون الملك، وتلاعبوا ببيوت الأموال، وانتهكوا مصالح الأمة ومقدراتها؛ وقتلوا المتوكل والمهتدي، وخلعوا المعتز والمؤيد ابني المتوكل من ولاية العهد، واستولوا على الأموال في عهده.
فإذا كان هذا هو المشهد السياسي آنذاك وقبل مئات السنيين فهو حاضراً اليوم يتكرر والسؤال من الذي أنفذ الأتراك إلى قلوب العرب قبل الغرب وكيف تمكنوا من السيطرة على منافذ ومخارج السياسة في الدول العربية وتغلغلوا فيها؟ الجواب ليس صعباً فبعد حادثة سفينة مرمرة حدثت القطيعة وسقطت الدولة العبرية من عيون الشعوب العربية وارتقى الأتراك مرتقاً كبيراً بدليل في كل مرة يخرج أردوغان بتصريحات كالنيران يمتدح فيها الفلسطينيين ويسقط القادة الإسرائيلية ويتوعدهم بتلقينهم دروساً إذا لم يعتذروا ويدفعوا التعويضات للأهالي المنكوبين والقتلى ثم ماذا بعد، قام الخليفة الأميركي باراك أوباما بعقد صفقة مع تركيا أعاد المياه إلى العلاقات الإسرائيلية التركية إلى مجاريها وأجلس السفيرين وأرغم حزب العمال الكردي على توقيع معاهدة وقف إطلاق النار وإعطاء القادة الأتراك زخماً وأهمية كبرى في الملف السوري فصاروا يتفنون بتصريحاتهم النارية اليومية ضد الشام موجهين صواريخ ودفاعات جوية ضد النظام السوري وحاملين راية الجهاد، فضلاً عن معسكر التدريب ويتساقط مئات السوريين المدنيين من انفجارات وقصف وتدمير المدن والبنى التحية السورية، والسؤال ماذا بعد الشام؟ أي ماذا ينتظر العرب من الأتراك بعد النفق المظلم الذي أدخلوهم فيه؟
مهدي خليل
المقابر
حينما نمر خطافاً على المقبرة... نولي عنها بأبصارنا... وكأننا نهرب من مصيرنا الذي لا محال منه.
حينما نمر على المقبرة... لا نقف ونتأمل في بيتنا القادم ولا نوليه أي اهتمام ولا نفكر حتى كيف سيكون مظهره.
حينما نمر على القبور... لا نفكر كيف هي أحوال أهلها... بل نفكر كم أخذت منا... وننسى أنها ستأخد المزيد وستأخدنا نحن أيضاً.
حينما نمر على المقبرة نخاف منها لأننا نتذكر القصص الوهمية التي يحكيها لنا آباؤنا عن المقابر... ولا نخاف من القصص التي يحكيها لنا القرآن.
حينما ندخل المقبرة نذهب إلى قبور أحبتنا في الله... وننسى أن جميع أهلها أهل لا إله إلا الله.
حينما نفرغ من زيارة المقبرة ونولي إلى منازلنا... ننسى أننا خرجنا منها على أرجلنا وسندخلها في يوم من الأيام محملين فوق أرجل غيرنا.
يا ضيوف الدنيا... محطتكم لعبور عالم خلودكم هي المقبرة... فتذكروا دائماً أنها محطتكم الأخيرة في الدنيا ومحطتكم الأولى للآخرة.
حواء الأزداني
ثنائيات العيسى
يِطالِعْنِي بِعِيْنِهْ وِيِبْتِسِمْ لِي
وَاْحِسْ قَلْبِي يِفِزْ لِي شِفْتْ خِلِّي
سَلامِهْ وُنَظْرِتِهْ راحَهْ لِقَلْبِي
وُكَلامِهْ وُضَحْكِتِهْ زِيْنَةْ مَحَلِّي.
***
كَمَرْ بِاللِيْلْ تُمُرْ غِيْمِهْ تِخِشِّهْ
وُوَجْهْ الزِيْنْ ضاوِي لُوْ تِغَشِّهْ
يِمِيْلْ اِلْقَلْبْ لِي مِنِّهْ تِمايَلْ
يا زِيْنْهِهْ مَشْيِتِهْ لِي مِنْ تِمَشِّهْ
***
مُضَتْ أَيامْ وُخِلِّي ما رَأيْتَهْ
لُوْ شَي ضايِعْ أَنا بْيُوْمِي لِقِيْتَهْ
عَسَى ما شَرْ حَبِيْبِي ما تِجِيْنِي
وَانا اللي ما خَبِرْ ذَنْبٍ جِنِيْتَهْ
***
هَلا بالْخاطِرْ اِلْغالي هَلاوِينْ
مُكانِكْ في وُسُطْ يُوْفي وُبِالْعِيْنْ
هَلا بِالْرُوْحْ وُاْلْمُهْجِهْ وُلِفّادْ
رِجِيْتَكْ لا تِفِزْ قُلْ لي عَلَى وِيْنْ
خليفة العيسى
كن صابراً لترى الكون جميلاً
النسيان إحدى الهبات الإلهية العظيمة التي يتكرم بها سبحانه وتعالى على عباده المسلمين فمن أوتي نعمة الصبر والنسيان فقد أوتي خيراً كثيرا.
والصبر هو أن تكون عند الشخص القوة والطاقة اللازمة لتحمل أمر ما أونسيانه بعد صبر طويل وهو على يقين بأن الصبر مفتاح الفرج، إن الأحلام التي تتمناها النفس البشرية لا تتحقق إلا بالصبر وهو العامل الأساسي بين النجاح والفشل وبين السعادة والنجاح، فالصبر والنسيان يحتاجان إلى قوة جبارة فليس كل صابر صباراً، ويقول الحق سبحانه وتعالى (إن الله مع الصابرين) وهناك من الآيات الكثيرة التي تمجد هذه الفضيلة السامية.
فمثال على ذلك سيدنا أيوب الذي يضرب به المثل في الثبات والصبر على ما جاءت به الأقدار، فقد كان سيد قومه، قوي البدن والطلعة، يرتع في الغنى والثراء والمال والبنين، فابتلاه الله بموت أبنائه وضياع أمواله وذبول جسده ولكنه لم يقنط من رحمة الله وكان مؤمناً أشد ما يكون الإيمان بأن الذي منحه هذه النعم قادر على إرجاعها إليه مرة أخرى وكان له ما أراد، وضرب لنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام المثل الأعلى في الصبر، فقد ابتلي المصطفى ابتلاءات قوية وموجعة حيث اتهم بالجنون والشعوذة وحوصر حتى الموت وطرد من بيته، كما أنه رمي بالحجارة لكنه كان كإخوته الأنبياء والرسل مثل موسى وعيسى وإبراهيم ونوح، لقد كان آية في الصبر والتحمل.
فرق شاسع يا صديقي بين الصبر والخنوع، فالصبر قوة إيجابية تستوعب القدر والمصير، أما الخنوع ذل واستسلام وشتان ما بين التوكل والتواكل.
إن الصابر متفائل، واثق، فرح، مبتسم، مستبشر بالخير، يجد لذة في الصبر من أجل تحقيق ما يريد، إن أفلح شكر وإن أخفق صبر، وعلى العكس من ذلك تجد الخانع اليائس من رحمة الله.
كن صابراً قوياً متفائلاً يا صديقي، توكل على الله الذي يقول «أنا عند حسن ظن عبدي بي» فالحياة منذ الخلق فيها خيبات الأمل والابتلاءات بأشكالها وألوانها ولا يسلم منها مخلوق.
صالح بن علي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3989 - الجمعة 09 أغسطس 2013م الموافق 01 شوال 1434هـ