منتديات مملكة البحرين الثقافيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مملكة البحرين الثقافيه

جعفر عبد الكريم الخابوري


    صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 683
    تاريخ التسجيل : 27/07/2013

    صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

    مُساهمة من طرف جعفر الخابوري الثلاثاء يونيو 13, 2023 1:22 pm

    قصة : " يوم البؤس و يوم النعيم "

    .
    أحداث القصة تعود إلى زمن المنذر بن امرئ القيس بن النعمان (الملقب بابن ماء السماء) أحد ملوك الحيرة عام 514 م قبل الاسلام .

    كان المنذر بن ماء السماء ، ينادمه رجلان من العرب:
    خالد بن المضلل، وعمرو بن مسعود الأسديان.
    شرب ليلة معهما فراجعاه الكلام فأغضباه
    ، فأمرَ بأن يُحْفَرَ لكل منهما حُفرة، ثم يُجعلا في تابُوتين، ويُدفنا في الحفرتين،
    حتى إذا أفاق من نومه وسكرته؛ سأل عنهما ؟
    فأخبره قومه بهلاكهما، فنَدِم على ذلك، ليُصابَ بالغَم.
    ثم ركب المنذر، حتى نَظَرَ إليهما، فأمرَ ببناء الغريَّيْن عليهما، فبُنِيا عليهما، وجعل لنفسه يومين في كل سنة يجلس فيهما عند الغريَّين

    يُسمي أحدهما يوم《 نعيم》 والآخر 《يوم بؤس.》
    أول من يتلقَّاه يوم نعيمه؛ يهبه 100 من الإبل 🐪🐪
    بينما أول ما يصادفه في مطلع يوم بؤسه يعطيه ظِربان أسود (حيوانٌ من رتبة اللواحم ومن رُتبة السنوريات، طويل الخطم، قصير القوائم، مُنتن الرائحة) 🦨
    ثم يأمرُ به، فيُذبَح ويغرَّى بدمه الغريَّان، واستمر على ذلك برهة من الدَّهر.
    وصادف أن مر به رجل من طيئ، في يوم البؤس
    👇
    يقال له : حنظلة بن عفراء

    وكان لحنظلة معروف على المنذر وذلك أن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليَحْمُوم فأجراه على أثَر عَيْر فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه وانفرد عن أصحابه وأخذته السماء فطلب مَلْجأ يلجا إليه
    فدُفِع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حَنْظَلة ومعه امرأة له فقال لهما :
    هل من مَأوًى ؟
    فقال حنظلة : نعم فخرج إليه وأنزله
    ولم يكن للطائي غير شاة وهو لا يعرف النعمان فقال لامرأته : أرى رجلاً ذا هيئة وما أخْلَقَه أن يكون شريفاً خطيراً فما الحيلة ؟
    قالت : عندي شيء من طَحين كنت ادّخرته فاذبح الشاةَ لأتخذ من الطحين مَلَّة
    قال : فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه مَلَّة وقام الطائيّ إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مَرَقة مَضِيرة وأطعمه من لحمها وسقاه من لبنها
    وجعل يُحَدثه بقية ليلته فلما أصبح المنذر ركب فرسه
    ثم قال : يا أخا طيء اطلب ثَوَابك أنا الملك المنذر قال : أفعل إن شاء الله
    ثم لحق الخيل فمضى نحو الحِيرة ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نَكْبة وجَهْد وساءت حاله فقالت له امرأته :
    لو أتيتَ الملك لأحسن إليك فأقبلَ حتى انتهى إلى الحِيرَة فوافق يومَ بؤس المنذر
    فإذا هو واقف في خَيْله في السلاح فلما نظر إليه المنذر عرفه وساءه مكانه فوقف الطائيّ بين يدي المنذر فقال له :
    أنت الطائيّ المنزول به ؟
    قال : نعم
    قال : أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم ؟
    قال : أبَيْتَ اللعن وما كان علمي بهذا اليوم ؟
    قال المنذر : والله لو خرج لي ابني لم أجد بُدّا من قتله فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول

    قال حنظلة :
    تؤجلني سنة أرجع فيها إلى أهلى، وأحكم أمرهم، ثم أرجع إليك في حكمك.
    قال: ومن يتكفل بك حتى تعود ؟
    فنظر في وجوه جلسائه
    فعرف منهم شريك بن عمروٍ ، فطلب منه ان يكفله
    فأبى شريك أن يتكفل به فوثب إليه رجل من كلب يقال له قُرَاد بن أجْدَع فقال للمنذر: أبيت اللَّعْن هو عليّ
    قال المنذر : أفعلت ؟
    قال : نعم
    فضمّنه إياه ثم أمر للطائي 500 ناقة 🐪 فمضى الطائيّ إلى أهله وجعل الأجَلَ حولا من يومه ذلك ، فلما حال عليه الحولُ وبقي من الأجل يوم
    قال المنذر لقُرَاد :
    ما أراك إلا هالكاً غَداً
    فقال قُرَاد :
    فإن يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلىّ
    فإنَّ غَداً لناظرهِ قَريبُ

    فلما أصبح المنذر أتى الغَرِيَّيْنِ فوقف بينهما وأخرج معه قُرَادا وأمر بقتله فقال له وزراؤه : ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه فتركه
    وكان المنذر يشتهي أن يقتل قُرَادا ليُفْلَتَ الطائي من القتل فلما كادت الشمس تغريب وقُرَاد قائم مجرد في إزار على النِّطع والسيف
    فبينا هم كذلك قد طلع عليهم شخص من بعيد، فتأملوه فإذا هو حنظلة قد أقبل متكفناً متحنطاً

    فنظر إليه المنذر وقال :
    ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل؟
    قال : الوفاء

    و منذ ذلك اليوم أبطل المنذر تلك السُّنَّة وأمر بهدم الغَرِيّيْن وعفا عن قُرَاد والطائي
    وقال : والله ما أدري أيها أوفى وأكرم أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه ؟
    .
    📕: خزانة الأدب- البغدادي 📘
    مجمع الأمثال - النيسابوري

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 11:55 pm