حزب الله... ذراع طويلة في مواجهة التسقيط
شبكة النبأ: في الاونة الأخيرة غير انخراط حزب الله في الحرب السورية اتجاه دفة النصر لصالح الجيش السوري، ليوجه هذا الانتصار ضربة قاسمة للأجندات ومصالح الدول الداعمة المعارضة المتمردة لاسيما دول الاتحاد الأوربي، مما أدى إلى طرح سيناريوهات كثيرة متباينة على المشهد الحربي السوري، ولكن في الوقت نفسه وضعت هذه المشاركة حزب الله في هالة من الغموض الذي احدث استقطابا في لبنان، وشكل صراع الأجندة مع الغرب وخاصة الاتحاد الأوربي، ليكشف الأخير عن النوايا المبيتة بخطة مثيرة للجدل وذلك بإدراج الجناح العسكري لجماعة حزب الله اللبنانية على قائمته للمنظمات الإرهابية في تحرك يزعم بأنه جاء بسبب بواعث القلق بشأن دور حزب الله في تفجير حافلة ببلغاريا والحرب في سوريا.
ويرى بعض المحللين أن أدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله فقط على القائمة السوداء هي محاولة لتفادي تضرر علاقته مع الحكومة اللبنانية خصوصا وان حزب الله يشارك في الحكومة اللبنانية وهيمن على الحياة السياسية في بيروت خلال السنوات القليلة الماضية، لكن التقسيم سيعقد على الأرجح قدرته على فرض القرار من الناحية العملية، ولا تقسم جماعة حزب الله نفسها رسميا الى جناح مسلح وآخر سياسي.
ومن اجل تهدئة المخاوف من المحتمل ان تؤدي العقوبات ضد حزب الله الى تعقيد علاقات الاتحاد الأوروبي مع الحكومة اللبنانية، مما يرجح أن تصدر حكومات الاتحاد الأوروبي بيانا تتعهد فيه بمواصلة الحوار مع كل التجمعات السياسية في لبنان، بينما يمكن أن تزيد هذه الخطورة الاضطرابات في بلد يعاني هشاشة سياسية، مما يثير مخاوف من ان يؤدي هذا القرار إلى مزيد من الاضطراب في الشرق الأوسط.
بيمنا يرى أغلب المحللين أن خطوة إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية من لدن دول الاتحاد الأوربي التي تدعم المعارضة المسلحة وخاصة بريطانيا وفرنسا جاءت في هذا التوقيت تحديدا لأدراك الفشل الذريع الذي جسده انتصار القوات السورية وحزب الله، لتعكس هذه الخطوة بالحقائق والدلائل الدور الحقيقي الذي تقوم به تلك الداعمة بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية مثل أمريكا واسرائيل وادواتها على الاراضي السورية لزعزعة استقرار سوريا وحلفائها واضعافها، اي تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الارهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق سيطرة على الارض، ومن شأن إدراج حزب الله على القائمة الارهاب أن يمثل تحولا كبيرا في سياسة الاتحاد الأوروبي الذي يقاوم ضغوطا من إسرائيل وواشنطن لإدراجه منذ سنوات، الذي يفتح الطريق امام حكومات دول الاتحاد الأوروبي لتجميد أي أموال له في اوروبا، فيما بعض المراقبين رأى أن خطوة دول الاتحاد الأوروبي ضد حزب الله هي خضوع للضغوطات الأمريكية الإسرائيلية وانصياع دول هذا الاتحاد وإذعانها الكامل لإملاءات أمريكا وأسرائيل، خصوصا وأن الاخيرة العدو اللدود لحزب الله اللبناني التي خاضت معركة ضد حزب الله كانت في حرب لبنان عام 2006 كبدتها خسائر كبيرة جدا، لذا تشعر إسرائيل بالقلق من ان يكون حزب الله يعد العدة لمواجهة معها على جبهة جديدة مع سوريا ومن اكتسابه خبرات قتالية على ارض المعركة هناك.
في المقابل استنكرت ايران الحليف الاوحد لحزب الله مزاعم هذه الخطوة الأوربية، ورأت بأنها خطوة يمكن أن تشعل حرب كبرى، وحذرت من أن مثل هذا التدخّل سيضع المنطقة على حافة الانفجار، ولن يكون في مصلحة الغربيين، وعليه تضفي المعطيات آنفة الذكر أن هذه الخطوة الاوربي تعلن عن بدأ معارك تسقيط جديدة يمكن ان تذكي الاضطرابات وصراعات واسعة النطاق.
الاتحاد الأوروبي يدرج حزب الله في قائمة الإرهاب
في سياق متصل وافق الاتحاد الأوروبي على إدراج الجناح العسكري لجماعة حزب الله اللبنانية على قائمته للمنظمات الإرهابية في تحرك جاء بسبب بواعث القلق بشأن دور حزب الله في تفجير حافلة ببلغاريا والحرب في سوريا.
وأثارت الجماعة الشيعية القوية المتحالفة مع ايران مخاوف في أوروبا وأنحاء العالم في الشهور القليلة الماضية لدورها في ارسال آلاف المقاتلين لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في تدخل أثر على اتجاه الحرب المستمرة منذ عامين في البلاد.
وتحث بريطانيا وهولندا الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي منذ شهور على إدراج الجناح العسكري لحزب الله في قائمة الإرهاب مستشهدة بأدلة على أنه مسؤول عن تفجير حافلة في بلغاريا العام الماضي في هجوم أسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين وسائقهم، وظلت عواصم اوروبية عدة تقاوم ضغوطا من واشنطن واسرائيل لإدراج حزب الله في القائمة السوداء محذرة من ان مثل هذه الخطوة قد تذكي الاضطرابات في لبنان حيث يمثل حزب الله جزءا من الحكومة وربما تزيد التوتر في الشرق الأوسط.
ورفض حزب الله قرار الاتحاد الأوروبي "العدواني والظالم لا يستند الى أي مبررات أو أدلة"، وقال في بيان وصف الاعلان بأنه "كتب بأيد امريكية وحبر صهيوني" ان دول الاتحاد الأوروبي نحت منحى خطيرا بناء على طلب من الولايات المتحدة واسرائيل ألد خصوم حزب الله، وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور لرويترز "ادراج حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية خطوة متسرعة قام بها الاتحاد الأوروبي وهي خطوة لا تساعد على استقرار الحياة السياسية اللبنانية ولها تداعياتها على الساحة اللبنانية"، واضاف "ادراج الجناح العسكري لحزب الله سيترتب عنه ايضا في المستقبل ربما مطالب اخرى وقد يتوسع الاتحاد الأوروبي في مطالبه وهذا سيعيق الحياة السياسية اللبنانية في المستقبل خاصة وانه لدينا حساسيات في الداخل اللبناني ونحن بحاجة الى شد الأواصر فيما بين الأطراف اللبنانية بدلا من خلق مشكلة إضافية تعاني منها البلاد."
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحفيين "لا مجال لقبول منظمات إرهابية في أوروبا"، وقال نظيره الهولندي فرانز تيمرمانز في بيان على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد إن الاتحاد اتخذ خطوة مهمة اليوم "بالتعامل مع الجناح العسكري لحزب الله.. تجميد أصوله وإعاقة جمع الأموال وبالتالي الحد من قدرته على العمل."
وفي الولايات المتحدة قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان سوريا عامل مهم في قرار الاتحاد الاوروبي، وأضاف "يدرك عدد متزايد من الحكومات حقيقة حزب الله كمنظمة إرهابية خطيرة ومزعزعة للاستقرار"، وقالت أمل سعد غريب التي أعدت كتابا عن الجماعة انه سيكون من الصعب تحديد الشخصيات التي سيطبق عليها الحظر، وأضافت "إنه قرار سياسي أكثر منه قضائي. لا يمكن ان يكون له أي آثار قضائية حقيقية فعالة". وأردفت ان هذه "خطوة علاقات عامة" فيما يبدو للإضرار بالمكانة الدولية لحزب الله وهي مرتبطة بالحرب في سوريا أكثر منها بما حدث في بلغاريا.
ورحب زئيف الكين نائب وزير الخارجية الاسرائيلي بالقرار لكنه عبر عن خيبة أمله لاقتصاره على الجناح العسكري فقط، وقال الكين لراديو اسرائيل "عملنا بجد مع عدة دول اوروبية لتحضير الأدلة اللازمة لاصدار قرار قانوني"، وسعى وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الى تهدئة المخاوف بشأن الأثر الفعلي للقرار قائلا إنه سيسمح بتعزيز التعاون بين مسؤولي تنفيذ القانون الاوروبيين في مواجهة أنشطة حزب الله، وقال عضو مجلس النواب اللبناني عن حزب الله الوليد سكرية ان القرار يضع أوروبا "في مواجهة مع هذه الفئة من الناس في منطقتنا"، واضاف سكرية "هذه الخطوة لن تؤثر على حزب الله او المقاومة. المقاومة موجودة في الأرض اللبنانية وليس أوروبا. حزب الله ليس جماعة ارهابية تنفذ هجمات ارهابية في اوروبا الأمر الذي يحظره الدين"، وهيمن حزب الله على السياسة في لبنان في السنوات الماضية. وأنشيء الحزب بدعم من ايران لمقاومة اسرائيل بعد غزوها لبنان قبل نحو 30 عاما. بحسب رويترز.
وخلال مناقشة مسألة الإدراج في القائمة السوداء عبر كثير من الدول الأوروبية عن مخاوفها بشأن الحفاظ على علاقات اوروبا مع لبنان. ولتهدئة تلك المخاوف وافق الوزراء على اصدار بيان يتعهدون فيه بمواصلة الحوار مع كل الجماعات السياسية، وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي "اتفقنا أيضا على ألا يتأثر تسليم التحويلات المالية المشروعة الى لبنان وتسليم مساعدات الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء به"، وتضم قائمة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية جماعات مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة وميليشيا حزب العمال الكردستاني في تركيا.
وينفي حزب الله أي تورط في الهجوم الذي وقع في يوليو تموز الماضي في بلغاريا. وقال وزير الداخلية البلغاري أن صوفيا لا تشك في ان حزب الله مسؤول عن هذا الهجوم، ولدعم جهودها لفرض العقوبات استشهدت بريطانيا بحكم بالسجن لمدة اربع سنوات أصدرته محكمة قبرصية في مارس اذار على عضو في حزب الله متهم بالتآمر لمهاجمة مصالح اسرائيلية في الجزيرة، ويأتي القرار أيضا في وقت تشهد فيه العلاقات بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل توترا بعد أن مضت بروكسل قدما في خططها لحظر المساعدات المالية الاوروبية للمنظمات الاسرائيلية التي تعمل في أراض فلسطينية محتلة.
أمريكا تؤيد أوروبا في اعتبار حزب الله منظمة ارهابية
على الصعيد نفسه أيد البيت الأبيض قرار الاتحاد الأوروبي اعتبار الجناح العسكري لحزب الله منظمة ارهابية قائلا انها رسالة واضحة تفيد بان هذه الجماعة لا يمكنها ان تعمل وهي بمنأى عن العقاب، وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحفيين ان القرار سيؤثر على قدرة حزب الله على جمع تبرعات وأعمال النقل والامداد الخاصة به و"التآمر الارهابي في الأراضي الاجنبية"، وأضاف "قرار الاتحاد الاوروبي اليوم رسالة واضحة تفيد بأن اوروبا تعارض بثبات أنشطة حزب الله الارهابية. وتفخر الولايات المتحدة بوقوفها مع الاتحاد الاوروبي على هذه الجبهة. بحسب رويترز.
ايران تدين إدراج حزب الله في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية
في المقابل أدانت إيران قرار الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح المسلح لحزب الله اللبناني على قائمة المنظمات الإرهابية وقالت إن هذه الخطوة "تتناقض مع كل الأعراف السياسية والقانونية وإنها مفاجئة وغير مقبولة"، وتأسس حزب الله بدعم مالي ومستشارين عسكريين من إيران قبل نحو 30 عاما وهو إلى جانب سوريا ما زال أقوى حليف لإيران في المنطقة ويقف على "خط الجبهة" مع اسرائيل العدو اللدود لإيران. بحسب رويترز.
وقال علي اكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني في بيان نشر على موقع الوزارة على الانترنت "يظهر وصف جماعة مقاومة شنت حملات على الغزو والاحتلال ولها وجود قانوني يحظى بدعم شعبي في حكومة لبنان أنه يستند إلى منطق مترهل"، وأضاف "هذا التصرف تم بتوجيه من بعض الأعضاء الكبار في الاتحاد الأوروبي ويتناقض مع كل الأعراف السياسية والقانونية وهو مفاجيء وغير مقبول"، ومضى الوزير الإيراني يقول إن اسرائيل التي رحبت بهذا القرار هي المستفيد الأساسي، وتابع "هذا التصرف سيكون في صالح النظام الصهيوني غير المشروع وانصاره".
لبنان كان يتمنى لو تأنت أوروبا
من جانب آخر عبر لبنان عن أسفه لإدراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني على القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية، وقال إنه كان يتمنى أن يتأنى الاتحاد الأوروبي في قراره، وفي أول رد لبناني رسمي على القرار الصادر عن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن المجتمع اللبناني بكل مكوناته "حريص على الالتزام بالشرعية الدولية والحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي".
وأكد ميقاتي أن الحكومة اللبنانية ستتابع الموضوع عبر القنوات الديبلوماسية، قائلا إنه كان يتمنى لو أجرت دول الاتحاد الاوروبي "قراءة متأنية إضافية للوقائع والمعطيات"، وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد وافقوا في اجتماعهم الاثنين في بروكسل على اتخاذ هذا القرار بالإجماع، ويعني هذا القرار أنه سيصبح من غير القانوني أن ترسل أي جهة أوروبية أموالا إلى حزب الله، إضافة إلى فتح الباب أمام الأجهزة القضائية في أوروبا للشروع في معاملة مسؤولي الجناح العسكري للحزب وعناصره باعتبارهم إرهابيين، قرار الاتحاد سيحول دون إرسال أي أموال أوروبية إلى الحزب، وجاء هذا التمييز بين الجناح السياسي والجناح العسكري لحزب الله بمبادرة من مفوضة الشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في مسعى منها لعدم التأثير سلبا على الوضع الداخلي اللبناني. بحسب البي بي سي.
ويتضمن القرار، بحسب دبلوماسي أوروبي، فقرة تتعلق بمتابعة الحوار مع الأطراف السياسية كافة في لبنان، إضافة إلى استمرار الدعم المادي الذي تقدمه الدول الأوروبية للحكومة اللبنانية، ويقول مراسل بي بي سي في لبنان، كريس موريس، إن بعض الدول الأعضاء قالت إنه سيكون من الصعب التمييز الكامل بين جناح الحزب العسكري وجناحه السياسي، ويتمتع حزب الله بنفوذ سياسي قوي في لبنان، وهو يشارك في الحكومة منذ فترة.
تفجير بورجاس
من جهته قال وزير الداخلية البلغاري تسفتلين يوفتشيف إن بلاده لا يساورها شك في تورط جماعة حزب الله اللبنانية في تفجير حافلة أدى الى مقتل خمسة إسرائيليين وسائق بلغاري في مدينة بورجاس على ساحل البحر الاسود قبل عام.
وقال يوفتشيف "هناك إشارات واضحة تقول إن حزب الله مسؤول عن تفجير بورجاس"، وينفي حزب الله ضلوعه في الهجوم، وكان ادلة على ضلوع حزب الله في التفجير سببا رئيسيا في سعي بريطانيا لإدراج الجناح العسكري للجماعة على قائمة الاتحاد الأوروبي السوداء في خطوة لم تلق تأييدا بعد من بعض الحكومات. بحسب رويترز.
وقال يوفتشيف إن صوفيا تلقت المزيد من المعلومات من أجهزة أجنبية تشير إلى ضلوع حزب الله وذلك منذ أن تولت الحكومة الاشتراكية الجديدة السلطة في بلغاريا في نهاية مايو ايار، وأضاف أن بلغاريا ستحتاج إلى مزيد من الوقت لإنهاء تحقيقها وإحالة القضية للمحكمة، وقال رئيس الوزراء البلغاري بلامين اوريشارسكي في الحفل الذي اقيم في بورجاس إن اجهزة من دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واسرائيل واستراليا وكندا ولبنان تساعد في التحقيق البلغاري، وقال "اعتقد ان من المهم ان يعمل الاتحاد الاوروبي من اجل قرار جماعي يسمح بادراج الجناح العسكري لحزب الله على القائمة السوداء وفي الوقت نفسه يبقي على التعاون مع جميع الاحزب السياسية والدعم الاقتصادي لشريكنا المهم في الشرق الاوسط .. لبنان"، ولا يزال يتعين على صوفيا التعرف على هوية منفذ التفجير وتعقب شريكين له تقول السلطات إنهما من أصل لبناني ويحملان جوازي سفر من كندا واستراليا وعلى صلة بحزب الله.
اسرائيل تعزز قواتها على الحدود السورية وعينها على حزب الله
في سياق متصل تعزز إسرائيل قواتها على الحدود التي ظلت هادئة لفترة مع سوريا حيث تعتقد ان ناشطي حزب الله اللبناني يعدون ليوم يمكنهم فيه قتالها، وقال مصدر إسرائيلي ان جماعة حزب الله تجمع معلومات عن انتشار القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان الإستراتيجية، وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الوضع الأمني والسياسي في المنطقة "لم يصل الامر الى مستوى خطير لكننا نفهم نواياهم"، وكان حسن نصر الله زعيم حزب الله قد هدد في مايو ايار بتحويل الجولان الى جبهة جديدة في مواجهة إسرائيل. بحسب رويترز.
وقال مصدر إسرائيلي في موقع بوستر العسكري بمرتفعات الجولان "منذ تهديد نصر الله ارسل الجيش (الاسرائيلي) المزيد من القوات والمزيد من الدبابات"، واضاف "حزب الله له وجود مخابراتي (في الجولان) نعلمه"، ويبعد هذا الموقع كيلومترين عن خط الهدنة الذي تم تحديده بعد حرب إسرائيل وسوريا في الجولان عام 1973 وعادت الدبابات الاسرائيلية الى الموقع للمرة الاولى منذ ذلك الحين، وفي يونيو حزيران استردت القوات السورية ومقاتلو حزب الله بلدة القصير الاستراتيجية من قبضة قوات المعارضة، وراقبت اسرائيل الاوضاع عن كثب. وفي الشهر الماضي اجرت تدريبا عسكريا اشتمل على محاكاة للسيطرة على بلدة صفد الاسرائيلية وكيفية الرد عليها، وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية على الحدود بين اسرائيل ولبنان.
الأمم المتحدة تدعو حزب الله اللبناني لوقف تدخله في سوريا
الى ذلك دعا مجلس الأمن الدولي مقاتلي حزب الله اللبناني الى الكف عن أي تدخل في الصراع في سوريا بينما تعهد مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة بأن تظل حدود بلاده مفتوحة أمام السوريين الفارين من الحرب، وتفيد تقديرات إسرائيلية وغربية بأن حزب الله أرسل آلاف المقاتلين لمساعدة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في قتال مسلحي المعارضة.
وتعزز اسرائيل الآن قواتها على الحدود مع سوريا حيث تعتقد أن حزب الله يستعد لليوم الذي يمكن أن يقاتل فيه إسرائيل، وقال المجلس "يدعو مجلس الأمن كل الأطراف اللبنانية للالتزام مجددا بسياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان والوقوف صفا وحدا خلف الرئيس ميشال سليمان في هذا الشأن والكف عن أي تدخل في الأزمة السورية"، وقال دبلوماسيون في المجلس ان البيان لم يذكر حزب الله بالإسم بسبب اعتراض روسيا لكنهم قالوا ان من الواضح ان حزب الله هو المستهدف باعلان مجلس الأمن، وعبر المجلس أيضا عن قلقه البالغ من تدفق نحو 600 ألف لاجيء الى لبنان أثناء الصراع الذي اندلع قبل أكثر من عامين في صورة احتجاجات سلمية على الأسد تحولت الى حرب أهلية. بحسب رويترز.
وقالت الأمم المتحدة ان زهاء مئة ألف شخص قتلوا في سوريا ونزح نحو أربعة ملايين شخص عن ديارهم في داخل البلاد في حين فر قرابة مليوني شخص الى الدول المجاورة، وقال البيان "مجلس الأمن يؤكد الحاجة الى المساعدة بصورة غير مسبوقة لتلبية احتياجات اللاجئين ... ومساعدة السلطات اللبنانية التي تواجه تحديات مالية وهيكلية غير عادية نتيجة تدفق اللاجئين"، وقال سفير لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام للصحفيين ان العدد الحقيقي للاجئين السوريين في بلاده قد يكون أكثر من مليون شخص لأنه لم يتم تسجيل كل اللاجئين لدى وكالات الأمم المتحدة، واضاف سلام ان لبنان لن يغلق حدوده ولن يرد اي لاجيء وسيواصل تقديم المساعدة لجميع اللاجئين السوريين. لكنه أشار الى أن لبنان لا يمكنه النهوض بأعباء أزمة اللاجئين وأن بلاده تحتاج الى مساعدة دولية.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/تموز/2013 - 18/رمضان/1434
شبكة النبأ: في الاونة الأخيرة غير انخراط حزب الله في الحرب السورية اتجاه دفة النصر لصالح الجيش السوري، ليوجه هذا الانتصار ضربة قاسمة للأجندات ومصالح الدول الداعمة المعارضة المتمردة لاسيما دول الاتحاد الأوربي، مما أدى إلى طرح سيناريوهات كثيرة متباينة على المشهد الحربي السوري، ولكن في الوقت نفسه وضعت هذه المشاركة حزب الله في هالة من الغموض الذي احدث استقطابا في لبنان، وشكل صراع الأجندة مع الغرب وخاصة الاتحاد الأوربي، ليكشف الأخير عن النوايا المبيتة بخطة مثيرة للجدل وذلك بإدراج الجناح العسكري لجماعة حزب الله اللبنانية على قائمته للمنظمات الإرهابية في تحرك يزعم بأنه جاء بسبب بواعث القلق بشأن دور حزب الله في تفجير حافلة ببلغاريا والحرب في سوريا.
ويرى بعض المحللين أن أدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله فقط على القائمة السوداء هي محاولة لتفادي تضرر علاقته مع الحكومة اللبنانية خصوصا وان حزب الله يشارك في الحكومة اللبنانية وهيمن على الحياة السياسية في بيروت خلال السنوات القليلة الماضية، لكن التقسيم سيعقد على الأرجح قدرته على فرض القرار من الناحية العملية، ولا تقسم جماعة حزب الله نفسها رسميا الى جناح مسلح وآخر سياسي.
ومن اجل تهدئة المخاوف من المحتمل ان تؤدي العقوبات ضد حزب الله الى تعقيد علاقات الاتحاد الأوروبي مع الحكومة اللبنانية، مما يرجح أن تصدر حكومات الاتحاد الأوروبي بيانا تتعهد فيه بمواصلة الحوار مع كل التجمعات السياسية في لبنان، بينما يمكن أن تزيد هذه الخطورة الاضطرابات في بلد يعاني هشاشة سياسية، مما يثير مخاوف من ان يؤدي هذا القرار إلى مزيد من الاضطراب في الشرق الأوسط.
بيمنا يرى أغلب المحللين أن خطوة إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية من لدن دول الاتحاد الأوربي التي تدعم المعارضة المسلحة وخاصة بريطانيا وفرنسا جاءت في هذا التوقيت تحديدا لأدراك الفشل الذريع الذي جسده انتصار القوات السورية وحزب الله، لتعكس هذه الخطوة بالحقائق والدلائل الدور الحقيقي الذي تقوم به تلك الداعمة بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية مثل أمريكا واسرائيل وادواتها على الاراضي السورية لزعزعة استقرار سوريا وحلفائها واضعافها، اي تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الارهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق سيطرة على الارض، ومن شأن إدراج حزب الله على القائمة الارهاب أن يمثل تحولا كبيرا في سياسة الاتحاد الأوروبي الذي يقاوم ضغوطا من إسرائيل وواشنطن لإدراجه منذ سنوات، الذي يفتح الطريق امام حكومات دول الاتحاد الأوروبي لتجميد أي أموال له في اوروبا، فيما بعض المراقبين رأى أن خطوة دول الاتحاد الأوروبي ضد حزب الله هي خضوع للضغوطات الأمريكية الإسرائيلية وانصياع دول هذا الاتحاد وإذعانها الكامل لإملاءات أمريكا وأسرائيل، خصوصا وأن الاخيرة العدو اللدود لحزب الله اللبناني التي خاضت معركة ضد حزب الله كانت في حرب لبنان عام 2006 كبدتها خسائر كبيرة جدا، لذا تشعر إسرائيل بالقلق من ان يكون حزب الله يعد العدة لمواجهة معها على جبهة جديدة مع سوريا ومن اكتسابه خبرات قتالية على ارض المعركة هناك.
في المقابل استنكرت ايران الحليف الاوحد لحزب الله مزاعم هذه الخطوة الأوربية، ورأت بأنها خطوة يمكن أن تشعل حرب كبرى، وحذرت من أن مثل هذا التدخّل سيضع المنطقة على حافة الانفجار، ولن يكون في مصلحة الغربيين، وعليه تضفي المعطيات آنفة الذكر أن هذه الخطوة الاوربي تعلن عن بدأ معارك تسقيط جديدة يمكن ان تذكي الاضطرابات وصراعات واسعة النطاق.
الاتحاد الأوروبي يدرج حزب الله في قائمة الإرهاب
في سياق متصل وافق الاتحاد الأوروبي على إدراج الجناح العسكري لجماعة حزب الله اللبنانية على قائمته للمنظمات الإرهابية في تحرك جاء بسبب بواعث القلق بشأن دور حزب الله في تفجير حافلة ببلغاريا والحرب في سوريا.
وأثارت الجماعة الشيعية القوية المتحالفة مع ايران مخاوف في أوروبا وأنحاء العالم في الشهور القليلة الماضية لدورها في ارسال آلاف المقاتلين لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في تدخل أثر على اتجاه الحرب المستمرة منذ عامين في البلاد.
وتحث بريطانيا وهولندا الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي منذ شهور على إدراج الجناح العسكري لحزب الله في قائمة الإرهاب مستشهدة بأدلة على أنه مسؤول عن تفجير حافلة في بلغاريا العام الماضي في هجوم أسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين وسائقهم، وظلت عواصم اوروبية عدة تقاوم ضغوطا من واشنطن واسرائيل لإدراج حزب الله في القائمة السوداء محذرة من ان مثل هذه الخطوة قد تذكي الاضطرابات في لبنان حيث يمثل حزب الله جزءا من الحكومة وربما تزيد التوتر في الشرق الأوسط.
ورفض حزب الله قرار الاتحاد الأوروبي "العدواني والظالم لا يستند الى أي مبررات أو أدلة"، وقال في بيان وصف الاعلان بأنه "كتب بأيد امريكية وحبر صهيوني" ان دول الاتحاد الأوروبي نحت منحى خطيرا بناء على طلب من الولايات المتحدة واسرائيل ألد خصوم حزب الله، وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور لرويترز "ادراج حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية خطوة متسرعة قام بها الاتحاد الأوروبي وهي خطوة لا تساعد على استقرار الحياة السياسية اللبنانية ولها تداعياتها على الساحة اللبنانية"، واضاف "ادراج الجناح العسكري لحزب الله سيترتب عنه ايضا في المستقبل ربما مطالب اخرى وقد يتوسع الاتحاد الأوروبي في مطالبه وهذا سيعيق الحياة السياسية اللبنانية في المستقبل خاصة وانه لدينا حساسيات في الداخل اللبناني ونحن بحاجة الى شد الأواصر فيما بين الأطراف اللبنانية بدلا من خلق مشكلة إضافية تعاني منها البلاد."
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحفيين "لا مجال لقبول منظمات إرهابية في أوروبا"، وقال نظيره الهولندي فرانز تيمرمانز في بيان على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد إن الاتحاد اتخذ خطوة مهمة اليوم "بالتعامل مع الجناح العسكري لحزب الله.. تجميد أصوله وإعاقة جمع الأموال وبالتالي الحد من قدرته على العمل."
وفي الولايات المتحدة قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان سوريا عامل مهم في قرار الاتحاد الاوروبي، وأضاف "يدرك عدد متزايد من الحكومات حقيقة حزب الله كمنظمة إرهابية خطيرة ومزعزعة للاستقرار"، وقالت أمل سعد غريب التي أعدت كتابا عن الجماعة انه سيكون من الصعب تحديد الشخصيات التي سيطبق عليها الحظر، وأضافت "إنه قرار سياسي أكثر منه قضائي. لا يمكن ان يكون له أي آثار قضائية حقيقية فعالة". وأردفت ان هذه "خطوة علاقات عامة" فيما يبدو للإضرار بالمكانة الدولية لحزب الله وهي مرتبطة بالحرب في سوريا أكثر منها بما حدث في بلغاريا.
ورحب زئيف الكين نائب وزير الخارجية الاسرائيلي بالقرار لكنه عبر عن خيبة أمله لاقتصاره على الجناح العسكري فقط، وقال الكين لراديو اسرائيل "عملنا بجد مع عدة دول اوروبية لتحضير الأدلة اللازمة لاصدار قرار قانوني"، وسعى وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الى تهدئة المخاوف بشأن الأثر الفعلي للقرار قائلا إنه سيسمح بتعزيز التعاون بين مسؤولي تنفيذ القانون الاوروبيين في مواجهة أنشطة حزب الله، وقال عضو مجلس النواب اللبناني عن حزب الله الوليد سكرية ان القرار يضع أوروبا "في مواجهة مع هذه الفئة من الناس في منطقتنا"، واضاف سكرية "هذه الخطوة لن تؤثر على حزب الله او المقاومة. المقاومة موجودة في الأرض اللبنانية وليس أوروبا. حزب الله ليس جماعة ارهابية تنفذ هجمات ارهابية في اوروبا الأمر الذي يحظره الدين"، وهيمن حزب الله على السياسة في لبنان في السنوات الماضية. وأنشيء الحزب بدعم من ايران لمقاومة اسرائيل بعد غزوها لبنان قبل نحو 30 عاما. بحسب رويترز.
وخلال مناقشة مسألة الإدراج في القائمة السوداء عبر كثير من الدول الأوروبية عن مخاوفها بشأن الحفاظ على علاقات اوروبا مع لبنان. ولتهدئة تلك المخاوف وافق الوزراء على اصدار بيان يتعهدون فيه بمواصلة الحوار مع كل الجماعات السياسية، وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي "اتفقنا أيضا على ألا يتأثر تسليم التحويلات المالية المشروعة الى لبنان وتسليم مساعدات الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء به"، وتضم قائمة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية جماعات مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة وميليشيا حزب العمال الكردستاني في تركيا.
وينفي حزب الله أي تورط في الهجوم الذي وقع في يوليو تموز الماضي في بلغاريا. وقال وزير الداخلية البلغاري أن صوفيا لا تشك في ان حزب الله مسؤول عن هذا الهجوم، ولدعم جهودها لفرض العقوبات استشهدت بريطانيا بحكم بالسجن لمدة اربع سنوات أصدرته محكمة قبرصية في مارس اذار على عضو في حزب الله متهم بالتآمر لمهاجمة مصالح اسرائيلية في الجزيرة، ويأتي القرار أيضا في وقت تشهد فيه العلاقات بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل توترا بعد أن مضت بروكسل قدما في خططها لحظر المساعدات المالية الاوروبية للمنظمات الاسرائيلية التي تعمل في أراض فلسطينية محتلة.
أمريكا تؤيد أوروبا في اعتبار حزب الله منظمة ارهابية
على الصعيد نفسه أيد البيت الأبيض قرار الاتحاد الأوروبي اعتبار الجناح العسكري لحزب الله منظمة ارهابية قائلا انها رسالة واضحة تفيد بان هذه الجماعة لا يمكنها ان تعمل وهي بمنأى عن العقاب، وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحفيين ان القرار سيؤثر على قدرة حزب الله على جمع تبرعات وأعمال النقل والامداد الخاصة به و"التآمر الارهابي في الأراضي الاجنبية"، وأضاف "قرار الاتحاد الاوروبي اليوم رسالة واضحة تفيد بأن اوروبا تعارض بثبات أنشطة حزب الله الارهابية. وتفخر الولايات المتحدة بوقوفها مع الاتحاد الاوروبي على هذه الجبهة. بحسب رويترز.
ايران تدين إدراج حزب الله في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية
في المقابل أدانت إيران قرار الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح المسلح لحزب الله اللبناني على قائمة المنظمات الإرهابية وقالت إن هذه الخطوة "تتناقض مع كل الأعراف السياسية والقانونية وإنها مفاجئة وغير مقبولة"، وتأسس حزب الله بدعم مالي ومستشارين عسكريين من إيران قبل نحو 30 عاما وهو إلى جانب سوريا ما زال أقوى حليف لإيران في المنطقة ويقف على "خط الجبهة" مع اسرائيل العدو اللدود لإيران. بحسب رويترز.
وقال علي اكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني في بيان نشر على موقع الوزارة على الانترنت "يظهر وصف جماعة مقاومة شنت حملات على الغزو والاحتلال ولها وجود قانوني يحظى بدعم شعبي في حكومة لبنان أنه يستند إلى منطق مترهل"، وأضاف "هذا التصرف تم بتوجيه من بعض الأعضاء الكبار في الاتحاد الأوروبي ويتناقض مع كل الأعراف السياسية والقانونية وهو مفاجيء وغير مقبول"، ومضى الوزير الإيراني يقول إن اسرائيل التي رحبت بهذا القرار هي المستفيد الأساسي، وتابع "هذا التصرف سيكون في صالح النظام الصهيوني غير المشروع وانصاره".
لبنان كان يتمنى لو تأنت أوروبا
من جانب آخر عبر لبنان عن أسفه لإدراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني على القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية، وقال إنه كان يتمنى أن يتأنى الاتحاد الأوروبي في قراره، وفي أول رد لبناني رسمي على القرار الصادر عن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الاتحاد للمنظمات الإرهابية، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن المجتمع اللبناني بكل مكوناته "حريص على الالتزام بالشرعية الدولية والحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي".
وأكد ميقاتي أن الحكومة اللبنانية ستتابع الموضوع عبر القنوات الديبلوماسية، قائلا إنه كان يتمنى لو أجرت دول الاتحاد الاوروبي "قراءة متأنية إضافية للوقائع والمعطيات"، وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد وافقوا في اجتماعهم الاثنين في بروكسل على اتخاذ هذا القرار بالإجماع، ويعني هذا القرار أنه سيصبح من غير القانوني أن ترسل أي جهة أوروبية أموالا إلى حزب الله، إضافة إلى فتح الباب أمام الأجهزة القضائية في أوروبا للشروع في معاملة مسؤولي الجناح العسكري للحزب وعناصره باعتبارهم إرهابيين، قرار الاتحاد سيحول دون إرسال أي أموال أوروبية إلى الحزب، وجاء هذا التمييز بين الجناح السياسي والجناح العسكري لحزب الله بمبادرة من مفوضة الشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في مسعى منها لعدم التأثير سلبا على الوضع الداخلي اللبناني. بحسب البي بي سي.
ويتضمن القرار، بحسب دبلوماسي أوروبي، فقرة تتعلق بمتابعة الحوار مع الأطراف السياسية كافة في لبنان، إضافة إلى استمرار الدعم المادي الذي تقدمه الدول الأوروبية للحكومة اللبنانية، ويقول مراسل بي بي سي في لبنان، كريس موريس، إن بعض الدول الأعضاء قالت إنه سيكون من الصعب التمييز الكامل بين جناح الحزب العسكري وجناحه السياسي، ويتمتع حزب الله بنفوذ سياسي قوي في لبنان، وهو يشارك في الحكومة منذ فترة.
تفجير بورجاس
من جهته قال وزير الداخلية البلغاري تسفتلين يوفتشيف إن بلاده لا يساورها شك في تورط جماعة حزب الله اللبنانية في تفجير حافلة أدى الى مقتل خمسة إسرائيليين وسائق بلغاري في مدينة بورجاس على ساحل البحر الاسود قبل عام.
وقال يوفتشيف "هناك إشارات واضحة تقول إن حزب الله مسؤول عن تفجير بورجاس"، وينفي حزب الله ضلوعه في الهجوم، وكان ادلة على ضلوع حزب الله في التفجير سببا رئيسيا في سعي بريطانيا لإدراج الجناح العسكري للجماعة على قائمة الاتحاد الأوروبي السوداء في خطوة لم تلق تأييدا بعد من بعض الحكومات. بحسب رويترز.
وقال يوفتشيف إن صوفيا تلقت المزيد من المعلومات من أجهزة أجنبية تشير إلى ضلوع حزب الله وذلك منذ أن تولت الحكومة الاشتراكية الجديدة السلطة في بلغاريا في نهاية مايو ايار، وأضاف أن بلغاريا ستحتاج إلى مزيد من الوقت لإنهاء تحقيقها وإحالة القضية للمحكمة، وقال رئيس الوزراء البلغاري بلامين اوريشارسكي في الحفل الذي اقيم في بورجاس إن اجهزة من دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واسرائيل واستراليا وكندا ولبنان تساعد في التحقيق البلغاري، وقال "اعتقد ان من المهم ان يعمل الاتحاد الاوروبي من اجل قرار جماعي يسمح بادراج الجناح العسكري لحزب الله على القائمة السوداء وفي الوقت نفسه يبقي على التعاون مع جميع الاحزب السياسية والدعم الاقتصادي لشريكنا المهم في الشرق الاوسط .. لبنان"، ولا يزال يتعين على صوفيا التعرف على هوية منفذ التفجير وتعقب شريكين له تقول السلطات إنهما من أصل لبناني ويحملان جوازي سفر من كندا واستراليا وعلى صلة بحزب الله.
اسرائيل تعزز قواتها على الحدود السورية وعينها على حزب الله
في سياق متصل تعزز إسرائيل قواتها على الحدود التي ظلت هادئة لفترة مع سوريا حيث تعتقد ان ناشطي حزب الله اللبناني يعدون ليوم يمكنهم فيه قتالها، وقال مصدر إسرائيلي ان جماعة حزب الله تجمع معلومات عن انتشار القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان الإستراتيجية، وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الوضع الأمني والسياسي في المنطقة "لم يصل الامر الى مستوى خطير لكننا نفهم نواياهم"، وكان حسن نصر الله زعيم حزب الله قد هدد في مايو ايار بتحويل الجولان الى جبهة جديدة في مواجهة إسرائيل. بحسب رويترز.
وقال مصدر إسرائيلي في موقع بوستر العسكري بمرتفعات الجولان "منذ تهديد نصر الله ارسل الجيش (الاسرائيلي) المزيد من القوات والمزيد من الدبابات"، واضاف "حزب الله له وجود مخابراتي (في الجولان) نعلمه"، ويبعد هذا الموقع كيلومترين عن خط الهدنة الذي تم تحديده بعد حرب إسرائيل وسوريا في الجولان عام 1973 وعادت الدبابات الاسرائيلية الى الموقع للمرة الاولى منذ ذلك الحين، وفي يونيو حزيران استردت القوات السورية ومقاتلو حزب الله بلدة القصير الاستراتيجية من قبضة قوات المعارضة، وراقبت اسرائيل الاوضاع عن كثب. وفي الشهر الماضي اجرت تدريبا عسكريا اشتمل على محاكاة للسيطرة على بلدة صفد الاسرائيلية وكيفية الرد عليها، وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية على الحدود بين اسرائيل ولبنان.
الأمم المتحدة تدعو حزب الله اللبناني لوقف تدخله في سوريا
الى ذلك دعا مجلس الأمن الدولي مقاتلي حزب الله اللبناني الى الكف عن أي تدخل في الصراع في سوريا بينما تعهد مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة بأن تظل حدود بلاده مفتوحة أمام السوريين الفارين من الحرب، وتفيد تقديرات إسرائيلية وغربية بأن حزب الله أرسل آلاف المقاتلين لمساعدة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في قتال مسلحي المعارضة.
وتعزز اسرائيل الآن قواتها على الحدود مع سوريا حيث تعتقد أن حزب الله يستعد لليوم الذي يمكن أن يقاتل فيه إسرائيل، وقال المجلس "يدعو مجلس الأمن كل الأطراف اللبنانية للالتزام مجددا بسياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان والوقوف صفا وحدا خلف الرئيس ميشال سليمان في هذا الشأن والكف عن أي تدخل في الأزمة السورية"، وقال دبلوماسيون في المجلس ان البيان لم يذكر حزب الله بالإسم بسبب اعتراض روسيا لكنهم قالوا ان من الواضح ان حزب الله هو المستهدف باعلان مجلس الأمن، وعبر المجلس أيضا عن قلقه البالغ من تدفق نحو 600 ألف لاجيء الى لبنان أثناء الصراع الذي اندلع قبل أكثر من عامين في صورة احتجاجات سلمية على الأسد تحولت الى حرب أهلية. بحسب رويترز.
وقالت الأمم المتحدة ان زهاء مئة ألف شخص قتلوا في سوريا ونزح نحو أربعة ملايين شخص عن ديارهم في داخل البلاد في حين فر قرابة مليوني شخص الى الدول المجاورة، وقال البيان "مجلس الأمن يؤكد الحاجة الى المساعدة بصورة غير مسبوقة لتلبية احتياجات اللاجئين ... ومساعدة السلطات اللبنانية التي تواجه تحديات مالية وهيكلية غير عادية نتيجة تدفق اللاجئين"، وقال سفير لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام للصحفيين ان العدد الحقيقي للاجئين السوريين في بلاده قد يكون أكثر من مليون شخص لأنه لم يتم تسجيل كل اللاجئين لدى وكالات الأمم المتحدة، واضاف سلام ان لبنان لن يغلق حدوده ولن يرد اي لاجيء وسيواصل تقديم المساعدة لجميع اللاجئين السوريين. لكنه أشار الى أن لبنان لا يمكنه النهوض بأعباء أزمة اللاجئين وأن بلاده تحتاج الى مساعدة دولية.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/تموز/2013 - 18/رمضان/1434