إصدارات جديدة: الرواية العربية وتحولات السرد
الكتاب: الرواية العربية.. البنية وتحولات السرد
الكاتب: لطيف زيتوني
الناشر: مكتبة لبنان -صائغ
عدد الصفحات: 255 صفحة كبيرة القطع
عرض: جورج حجا
شبكة النبأ: الدكتور لطيف زيتوني في كتابه الجديد "الرواية العربية.. البنية وتحولات السرد" يصل الى استنتاجات منها ان الخبر لم يصبح حكاية الا عندما عرف الرواي كيف يجذب قدرا اكبر من المستمعين ويشوقهم.
وقال زيتوني الباحث والناقد الاكاديمي في مقدمة عمله القيم "لم يتطور الخبر الى حكاية الا عندما عرف المؤلف/الراوي الحي ان جذب المزيد من المستمعين واثارة شوقهم الى المتابعة يستلزمان خطة تقود السامع بذكاء الى النهاية المطلوبة. ويوم عرف رسم الخطط عرف معنى الاقتصاد في السرد ومعنى الحذف الذي هو اداة الاقتصاد ووسيلة التشويق."
واضاف "ولم تتطور الحكاية الى رواية الا عندما بدأ المؤلف يطرح على نفسه السؤال عن الشكل. حينئذ عرف ان التشويق يتطلب ان لا يقول كل شيء وان لا يروي الحدث دائما في اوانه بل في الاوان الذي تقتضيه الحبكة.
"وتعلم ان يحتفظ بمفاتيح ابواب السرد فلا يفتح بابا الا اذا اقفل بابا بعده وتعلم ان يداور ويلاعب ويخادع. واكتشف ان الفن لعب. وان بامكانه ان يلعب بالحبكة وبالمنظور واللغة وان يكسر خط الزمن ويشظّي الفضاء ويحرم الشخصية تماسكها واستقرارها وينزلها من البطولة الى الهزيمة والازمة فصارت الرواية لعبة جميلة."
لكن زيتوني رأى ان المؤلف "في غمرة بحثه عن تطوير لعبته وعن ابتداع ألعاب جديدة نسي احيانا لماذا يلعب وماذا كان يريد ان يقول. وربما استمرأ اللعب فما عاد يهمه ان يقول شيئا. الا ان هذا المنحى الاخير بقي قليل النتاج في الرواية العربية لان قراء الرواية عندنا ما زالوا منطبعين بالموروث الحكائي التقليدي بدليل ان الشعر نفسه وهو ملازم لتاريخ العرب خسر قراءه حين شرّع ابوابه للعبة اللغة وادخل القصيدة في تجربة الغموض. بحسب رويترز.
"هذه هي حال الفن عموما. لا يمكنه ان يراوح مكانه فيتجمد ولا يمكنه الجري كي لا يجد ذاته وحيدا بعيدا عن قرائه."
ورأى انه لهذا السبب "عاد المؤلف ليطرح على نفسه ايضا سؤال المضمون بعدما اكتشف ان الرواية تشبه اللغة التي تتكون منها. فمثلما تتألف العلامة اللغوية (الكلمة) من دال ومدلول لا ينفكان كوجهي العملة الواحدة تتكون الرواية من شكل ومضمون لا ينفك الواحد منهما عن الاخر فلكل مضمون شكل يليق به ويعبر عنه... ومن الشكل والمضمون ولدت البنية.
"والبنية أكانت لغوية (على مستوى الكلمة والجملة) ام نصية (على مستوى النص او الخطاب) هي نظام. وهذا هو المصطلح الذي استعمله فردينان دو سوسير بشأنها في 'دروس اللسانية العامة'. البنية هي النظام الذي يتشكل من تفاعل عناصره وهذا التفاعل يولد الانسجام والتماسك بين العناصر ويسمح للبنية بأن تؤدي دورها داخل المنظومة السيميائية.
"والبنية ليست شكلا فارغا بل شكلا لمعنى وقد اشار كلود ليفي ستروس الى ذلك في بحث نشره عام 1956 بعنوان 'البنية والجدلية' فقال .. 'في الميتولوجيا كما في اللسانيات يطرح التحليل الشكلي فورا السؤال عن المعنى'."
ومن "استقرار البنية النصية يولد النوع ومن اللعب داخل البنية تولد التحولات. فمنذ ارسطو بل منذ افلاطون قبله كان النوع يشكل مفتاحا لقراءة النص. ولان الادب يتطور ولان التطور يكسر القوالب والانواع قوالب ظهرت دعوات الى تجاوز الانواع. حتى ان هذا التجاوز تحول الى مثال عند الرومانسيين الذين اعتبروا التصنيفات كلها قيودا على الموهبة..."
وقال "اليوم وبالرغم من كل ما حدث ما زالت الانواع حية وما زالت الغلافات تحمل تصنيفات الكتب التي تحتويها. وما زال القراء يتعاملون مع الكتاب من خلال نوعه الادبي ولكن النوع لم يعد يعني ما كان يعنيه فما عاد يعبر عن منظومة صافية من الخصائص ولا عن نمط سردي مرسوم بل صار اقرب الى المحصلة التي تكرس النمط الغالب على سواه من الانماط المتداخلة في نسيج النص."
وفي خلاصة للهدف من الكتاب قال "هذا الكتاب يسعى كما يدل عنوانه الى البحث عن البنية وعن تحولاتها في النصوص الروائية العربية وينطلق سعيه من قاعدة منهجية... وهذه القاعدة تأخذ من البنيوية دقتها وموضوعيتها وتأخذ من 'ما بعد البنيوية' حريتها في التعامل مع البنية وشكوكها في قدسية المفاهيم وانفتاحها على ما في النص من وجوه تتعدى الوجه اللغوي القابل وحده للدراسة العلمية..."
وقد حاول هذا الكتاب ان يعلل ويناقش وسعى خصوصا الى تأصيل المفاهيم وحمايتها من الغرق في العموميات والتفسيرات اللغوية. محتويات كتاب زيتوني الاستاذ في (الجامعة اللبنانية الامريكية) جاءت عناوينها الرئيسية الدالة على الصورة التالية "من البنيوية الى ما بعد البنيوية" و" قضايا التجريب الروائي" و"السيرة بوصفها شكلا سرديا" و"الانا المتعددة من السيرة الذاتية الى التخيل الذاتي" و"بناء المراة المغوية في السرد."
ومن العناوين "عناصر البناء السردي في الرواية العربية الجديدة" و"مرايا العدالة.. بحث في رواية الحرب" و"وجوه الاخر/الغير في الرواية العربية" و"تحولات مدينة اسمها بيروت" و"عندما تتأمل الرواية ذاتها في مراة النقد" و"قائمة المصطلحات المستخرجة من النص" و"المراجع العربية" و"المراجع الاجنبية."
من جملة المصطلحات العديدة المستخرجة من النص كلمات منها "اتفاق القص في الرواية" و"اتفاق القص في السيرة" و"الاخر" و"الاخر/الذات" و"استقلال الشخصية" و"البنية" و"التجريب" و"التخييل الذاتي" و"التداعي" و"التفكيك.. تكسير خط الزمن" و"التكون التدريجي" و"التمازج" و"التناوب" و"التهجين" و"حبكة السؤال." وكثير غيرها.
شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/كانون الثاني/2012 - 8/صفر/1433
الكتاب: الرواية العربية.. البنية وتحولات السرد
الكاتب: لطيف زيتوني
الناشر: مكتبة لبنان -صائغ
عدد الصفحات: 255 صفحة كبيرة القطع
عرض: جورج حجا
شبكة النبأ: الدكتور لطيف زيتوني في كتابه الجديد "الرواية العربية.. البنية وتحولات السرد" يصل الى استنتاجات منها ان الخبر لم يصبح حكاية الا عندما عرف الرواي كيف يجذب قدرا اكبر من المستمعين ويشوقهم.
وقال زيتوني الباحث والناقد الاكاديمي في مقدمة عمله القيم "لم يتطور الخبر الى حكاية الا عندما عرف المؤلف/الراوي الحي ان جذب المزيد من المستمعين واثارة شوقهم الى المتابعة يستلزمان خطة تقود السامع بذكاء الى النهاية المطلوبة. ويوم عرف رسم الخطط عرف معنى الاقتصاد في السرد ومعنى الحذف الذي هو اداة الاقتصاد ووسيلة التشويق."
واضاف "ولم تتطور الحكاية الى رواية الا عندما بدأ المؤلف يطرح على نفسه السؤال عن الشكل. حينئذ عرف ان التشويق يتطلب ان لا يقول كل شيء وان لا يروي الحدث دائما في اوانه بل في الاوان الذي تقتضيه الحبكة.
"وتعلم ان يحتفظ بمفاتيح ابواب السرد فلا يفتح بابا الا اذا اقفل بابا بعده وتعلم ان يداور ويلاعب ويخادع. واكتشف ان الفن لعب. وان بامكانه ان يلعب بالحبكة وبالمنظور واللغة وان يكسر خط الزمن ويشظّي الفضاء ويحرم الشخصية تماسكها واستقرارها وينزلها من البطولة الى الهزيمة والازمة فصارت الرواية لعبة جميلة."
لكن زيتوني رأى ان المؤلف "في غمرة بحثه عن تطوير لعبته وعن ابتداع ألعاب جديدة نسي احيانا لماذا يلعب وماذا كان يريد ان يقول. وربما استمرأ اللعب فما عاد يهمه ان يقول شيئا. الا ان هذا المنحى الاخير بقي قليل النتاج في الرواية العربية لان قراء الرواية عندنا ما زالوا منطبعين بالموروث الحكائي التقليدي بدليل ان الشعر نفسه وهو ملازم لتاريخ العرب خسر قراءه حين شرّع ابوابه للعبة اللغة وادخل القصيدة في تجربة الغموض. بحسب رويترز.
"هذه هي حال الفن عموما. لا يمكنه ان يراوح مكانه فيتجمد ولا يمكنه الجري كي لا يجد ذاته وحيدا بعيدا عن قرائه."
ورأى انه لهذا السبب "عاد المؤلف ليطرح على نفسه ايضا سؤال المضمون بعدما اكتشف ان الرواية تشبه اللغة التي تتكون منها. فمثلما تتألف العلامة اللغوية (الكلمة) من دال ومدلول لا ينفكان كوجهي العملة الواحدة تتكون الرواية من شكل ومضمون لا ينفك الواحد منهما عن الاخر فلكل مضمون شكل يليق به ويعبر عنه... ومن الشكل والمضمون ولدت البنية.
"والبنية أكانت لغوية (على مستوى الكلمة والجملة) ام نصية (على مستوى النص او الخطاب) هي نظام. وهذا هو المصطلح الذي استعمله فردينان دو سوسير بشأنها في 'دروس اللسانية العامة'. البنية هي النظام الذي يتشكل من تفاعل عناصره وهذا التفاعل يولد الانسجام والتماسك بين العناصر ويسمح للبنية بأن تؤدي دورها داخل المنظومة السيميائية.
"والبنية ليست شكلا فارغا بل شكلا لمعنى وقد اشار كلود ليفي ستروس الى ذلك في بحث نشره عام 1956 بعنوان 'البنية والجدلية' فقال .. 'في الميتولوجيا كما في اللسانيات يطرح التحليل الشكلي فورا السؤال عن المعنى'."
ومن "استقرار البنية النصية يولد النوع ومن اللعب داخل البنية تولد التحولات. فمنذ ارسطو بل منذ افلاطون قبله كان النوع يشكل مفتاحا لقراءة النص. ولان الادب يتطور ولان التطور يكسر القوالب والانواع قوالب ظهرت دعوات الى تجاوز الانواع. حتى ان هذا التجاوز تحول الى مثال عند الرومانسيين الذين اعتبروا التصنيفات كلها قيودا على الموهبة..."
وقال "اليوم وبالرغم من كل ما حدث ما زالت الانواع حية وما زالت الغلافات تحمل تصنيفات الكتب التي تحتويها. وما زال القراء يتعاملون مع الكتاب من خلال نوعه الادبي ولكن النوع لم يعد يعني ما كان يعنيه فما عاد يعبر عن منظومة صافية من الخصائص ولا عن نمط سردي مرسوم بل صار اقرب الى المحصلة التي تكرس النمط الغالب على سواه من الانماط المتداخلة في نسيج النص."
وفي خلاصة للهدف من الكتاب قال "هذا الكتاب يسعى كما يدل عنوانه الى البحث عن البنية وعن تحولاتها في النصوص الروائية العربية وينطلق سعيه من قاعدة منهجية... وهذه القاعدة تأخذ من البنيوية دقتها وموضوعيتها وتأخذ من 'ما بعد البنيوية' حريتها في التعامل مع البنية وشكوكها في قدسية المفاهيم وانفتاحها على ما في النص من وجوه تتعدى الوجه اللغوي القابل وحده للدراسة العلمية..."
وقد حاول هذا الكتاب ان يعلل ويناقش وسعى خصوصا الى تأصيل المفاهيم وحمايتها من الغرق في العموميات والتفسيرات اللغوية. محتويات كتاب زيتوني الاستاذ في (الجامعة اللبنانية الامريكية) جاءت عناوينها الرئيسية الدالة على الصورة التالية "من البنيوية الى ما بعد البنيوية" و" قضايا التجريب الروائي" و"السيرة بوصفها شكلا سرديا" و"الانا المتعددة من السيرة الذاتية الى التخيل الذاتي" و"بناء المراة المغوية في السرد."
ومن العناوين "عناصر البناء السردي في الرواية العربية الجديدة" و"مرايا العدالة.. بحث في رواية الحرب" و"وجوه الاخر/الغير في الرواية العربية" و"تحولات مدينة اسمها بيروت" و"عندما تتأمل الرواية ذاتها في مراة النقد" و"قائمة المصطلحات المستخرجة من النص" و"المراجع العربية" و"المراجع الاجنبية."
من جملة المصطلحات العديدة المستخرجة من النص كلمات منها "اتفاق القص في الرواية" و"اتفاق القص في السيرة" و"الاخر" و"الاخر/الذات" و"استقلال الشخصية" و"البنية" و"التجريب" و"التخييل الذاتي" و"التداعي" و"التفكيك.. تكسير خط الزمن" و"التكون التدريجي" و"التمازج" و"التناوب" و"التهجين" و"حبكة السؤال." وكثير غيرها.
شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/كانون الثاني/2012 - 8/صفر/1433